شكرًا يا دودو - أصوات الكفالة المنسية
الرعاية الطبية في ظل نظام الكفالة
عملت بيرنا* لعام كامل في منزل رب عملها قبل الهرب منه. وخلال هذه المدة، كانت تعمل إلى حد الإرهاق وتعيش معزولة وتتحمل الضرب والإيذاء والتجويع. تمكنت من الهرب من المنزل بمساعدة أحد الجيران، تاركةً وراءها جواز سفرها وجميع ممتلكاتها. طلبت الحصول على علاج طبي من أطباء بلا حدود وانتهت بالحصول على دعم نفسي كذلك.
بحسب التقديرات الأخيرة، يعيش حوالي 135 ألف عامل مهاجر في لبنان، يأتي أغلبهم من أثيوبيا وبنغلادش وسيراليون وسريلانكا والفيليبين. أغلبهم من النساء اللواتي يوظّفن للعمل في المنازل الخاصة، فيتولين أعمال التنظيف والطبخ والاعتناء بالأطفال بموجب نظام الكفالة. ينص هذا النظام – علمًا أنه الخيار القانوني الوحيد للعمال المهاجرين في لبنان – على خضوع العاملين لكفالة أرباب العمل الذين يملون عليهم شروط العقد والظروف التي سيعملون فيها، فيتركهم عرضة للاستغلال والاعتداء، كما يقوّض قدرتهم على الحصول على الرعاية الصحية.
منذ العام 2020، تنتهج أطباء بلا حدود مقاربة متعددة المجالات لتتعامل مع تفاقم احتياجات العمال والعاملات المهاجرات في لبنان. ففي بيروت، توفر فرقنا استشارات طبية وتصف الأدوية وتؤمنها للمرضى وتقدم رعاية أساسية للجروح وتجري عمليات جراحية بسيطة، فيما يُحال المرضى الذين يعانون من احتياجات حادة إلى مرافق شريكة لتلقي الرعاية الصحية المتخصصة.
أمضت الفنانة اللبنانية رافايال معكرون أسبوعًا في مشروع العمال المهاجرين في بيروت. تجمع روايتها المصورة بين قصتها الشخصية والشهادات التي سمعتها من المرضى والطاقم، فتسلّط الضوء على تداعيات نظام الكفالة وعواقبه الصحية والنفسية في ظل ظروف العمل والمعيشة الذي يؤدي إليها.
اقرأوا القصص أدناه
*غُيرت الأسماء لحماية هوية المرضى