مقاومة مضادات الميكروبات

تكثر العدوى المقاومة لمضادات الميكروبات في الأماكن التي يفرط فيها استخدام المضادات الحيوية وسوء استخدامها. فمن دون التشخيص المناسب، قد لا يعرف مقدمو الرعاية الصحية ما إذا كانت أعراض المريض ناتجة عن عدوى بكتيرية، وإذا كانت كذلك بالفعل، فما هي البكتيريا المعنية. وفي السياقات حيث الوصول محدود إلى الرعاية الصحية، يشيع بيع المضادات الحيوية من دون وصفة طبية. قد يؤدي ذلك إلى استهلاك غير ضروري للمضادات الحيوية. وفي المستشفيات التي تعاني من سوء النظافة، يمكن أن تنتشر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية مما يؤثر على الأشخاص الأشد حاجة الذين يعانون أساسًا من المرض أو من جروح لم تلتئم.

غالبًا ما تُغفل العدوى المقاومة لمضادات الميكروبات في مراحلها المبكرة، لأنها عادةً ما تسبب نفس الأعراض السريرية التي تسببها العدوى الحساسة للمضادات الحيوية. ولا يُتعرَّف عليها عادةً إلا بعد استمرار الأعراض لدى المريض رغم العلاج بمضادات حيوية مناسبة من الخط الأول.

تنطوي الوقاية من العدوى على العديد من الأساليب المختلفة، مثل ضمان تغطية السكان على نطاق واسع باللقاحات ضد الأمراض المعدية، وتوفير المياه والصرف الصحي الآمنين للمجتمعات، ووضع تدابير فعالة للسيطرة على العدوى في المستشفيات والعيادات الصحية. عندما يلتمس المرضى العلاج من الأمراض، فعلى الأطباء والعاملين في المجال الصحي أن يتجنبوا الإفراط في استخدام المضادات الحيوية. ويجب أن توصف المضادات الحيوية من قبل الأطباء وأن توفرها الصيدلية. كما على المرضى أن يدركوا بالغ أهمية تناول الجرعة المقررة طوال فترة الوصفة الطبية. وعلى الحكومات أن تحسن الوصول إلى الرعاية الصحية وبنيتها التحتية، مثل مختبرات علم الأحياء المجهرية التي يمكنها تشخيص العدوى بدقة وتوجيه الأطباء إلى الوصفة الطبية الصحيحة. كذلك تحتاج الحكومات إلى تنظيم أفضل لبيع المضادات الحيوية من دون وصفة طبية.

تقل خيارات العلاج بالمضادات الحيوية لدى المرضى الذين يعانون من عدوى مقاومة لمضادات الميكروبات. وعادةً ما تكون هذه الخيارات أعلى تكلفة وأكثر تعقيدًا في تناولها (عن طريق الوريد بدلًا من الفم) وغالباً ما تكون أكثر سمّية مع الكثير من الآثار الجانبية. وفي حال أنواع كثيرة من العدوى شديدة المقاومة، حيث لا تكون المضادات الحيوية الحالية فعالة، قد يُعالج المرضى إما ببعض المضادات الحيوية المتروكة بسبب خطورة آثارها الجانبية المحتملة، أو بمزيج من المضادات الحيوية التي تتغلب معًا على المقاومة. وعندما لا تجدي المضادات الحيوية نفعًا، وتكون العدوى موضعية في أحد الأطراف، قد يكون البتر هو الأمل الوحيد لإنقاذ حياة المريض.