السودان: أطباء بلا حدود مجبرة على تعليق أنشطتها في المستشفى الوحيد العامل في ولاية الجزيرة

السودان: أطباء بلا حدود مجبرة على تعليق أنشطتها في المستشفى الوحيد العامل في ولاية الجزيرة

الأخبار والأنشطة > الأخبار > السودان: أطباء بلا حدود مجبرة على تعليق أنشطتها في المستشفى الوحيد العامل في ولاية الجزيرة

بورتسودان، 9 مايو/أيار 2024 – اضطرت أطباء بلا حدود إلى وقف عملها في مستشفى مدني التعليمي، وهو المستشفى الوحيد الذي لا يزال يقدّم الخدمات لمئات آلاف الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة الطبية في كامل ولاية الجزيرة في السودان. ويأتي هذا القرار الصعب والمؤلم للغاية بعد أكثر من ثلاثة أشهر من التحديات المتواصلة، بما في ذلك انعدام الأمن المتزايد، وعدم القدرة على إحضار كوادر جديدة وإمدادات طبية للمنطقة بسبب رفض تصاريح السفر والحوادث الأمنية المتكررة مثل السرقات والاعتداءات التي أثرت على قدرتنا بتوفير الرعاية الطبية.

تدعو منظمة أطباء بلا حدود الأطراف المتحاربة لوقف الاعتداءات على المنشآت الصحية وضمان أمن الطواقم الطبية وتوفير تصاريح السفر المطلوبة لطواقمنا وللإمدادات.

لقد انهار النظام الصحي والخدمات الأساسية في ولاية الجزيرة نتيجة القتال والمنع الممنهج للإمدادت والطواقم من دخول المنطقة. كانت أطباء بلا حدود المنظمة الدولية غير الحكومية الوحيدة التي تقدم بعض الدعم في ود مدني. يترك رحيلنا فراغًا أعمق للسكان الذين يعانون من أجل الوصول إلى الرعاية الصحية ويعيشون في بيئة غير آمنة بتاتًا ومن دون أيّ وسائل للتنقل
ماري كارمن فينيوليس، مديرة عمليات أطباء بلا حدود في السودان

ففي منتصف كانون الأول\ديسمبر امتد القتال لود مدني عاصمة ولاية الجزيرة الواقعة على بعد 136 كيلومترًا جنوب شرق الخرطوم وأُجبر ما لا يقل عن 630 ألف شخص، بما في ذلك الكثير ممن نزحوا سابقًا، على الفرار من ولاية الجزيرة نحو أجزاء أخرى من السودان، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة[1]، في نهاية ديسمبر/كانون الأول عقب الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع شبه العسكرية على المدينة، والتي كانت حتى ذلك الحين تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية التي تقودها الحكومة.

في 13 يناير/كانون الثاني تمكنت أطباء بلا حدود من إعادة إرسال فريق لود مدني حيث لا يزال مئات الآلاف من الأشخاص يقيمون في الولاية وفي المدينة التي كانت إحدى أكثر مدن السودان اكتظاظًا بالسكان.

ومنذ حينها، دعمت أطباء بلا حدود غرفة الطوارئ وغرفة العمليات وقسم الأمومة وقسم المرضى المقيمين[2] بما فيها قسم الأطفال ومركز التغذية العلاجية والصيدلية وقسم الجراحة في مستشفى مدني التعليمي. وقدمنا أيضًا الدعم في مجال الصحة النفسية وللناجيات من العنف الجنسي، كما قدمنا التدريب والحوافز المالية لمجموع 240 فرداً من طاقم وزارة الصحة وكفلنا توفير الغذاء للمرضى.

وفي الفترة ما بين منتصف يناير/كانون الثاني وأواخر أبريل/نيسان، أجرت أطباء بلا حدود قرابة 10 آلاف استشارة خارجية، وكانت الملاريا هي المرض المعالج الأكثر شيوعًا. سُجِّلت 2,142 زيارة لرعاية ما قبل الولادة وقُدِّمت الرعاية لمجموع 16 ناجية من العنف الجنسي. وشهدت غرفة الطوارئ تدفق المرضى بشكل مستمر، إذ بلغ عددهم الإجمالي 2,981 مريضًا خلال هذه الفترة. وكان عدد كبير من الحالات المستقبَلة هذه يضم إصابات جسدية ناجمة عن أعمال العنف المستمرة.

أوقفت أطباء بلا حدود كل الدعم المقدم للمرفق الطبي، ونقلنا طاقم عملنا إلى مناطق أكثر أمانًا في السودان. وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية، واجه فريقنا وطاقم وزارة الصحة الذي ندعمه أيضًا حوادث أمنية متكررة، إمّا نفذتها أو تغاضت عنها قوات الدعم السريع بما في ذلك نهب المستشفى وسرقة المركبات واحتجاز طاقم العمل والكثير من الضغوطات الأخرى، ومنذ كانون الثاني\يناير رفضت السلطات السودانية باستمرار تصاريح السفر لتأمين طواقم عمل جديدة وإمدادات طبية ولوجستية للمدينة.

[1] One Year of Conflict in Sudan: Visualizing the World’s Largest Displacement Crisis | Displacement Tracking Matrix (iom.int)

[2]  أجنحة الأطفال والتغذية العلاجية والكبار والجراحة

على الرغم من هول الاحتياجات الإنسانية والطبية في مدينة ود مدني وولاية الجزيرة، لم يكن لدينا خيار آخر سوى إيقاف عملنا الآن ومغادرة المنطقة. فالعوائق الإدارية المتعمدة، وانعدام الأمن المتزايد والانتهاكات المستمرة لحياد المستشفى جعلت الاستمرار في تقديم الخدمات مستحيلًا
ماري كارمن فينيوليس، مديرة عمليات أطباء بلا حدود في السودان

تعرب منظمة أطباء بلا حدود عن استعدادها للعودة لدعم مستشفى مدني التعليمي وسكان ولاية الجزيرة شريطة على أن تلتزم الأطراف المتحاربة باحترام عملنا الطبي وأن تضمن الوصول الآمن من دون انقطاع إلى المنطقة. تدعو منظمة أطباء بلا حدود قوات الدعم السريع إلى التوقف عن انتهاك حيادية المستشفى وضمان سلامة طاقم وزارة الصحة وطاقم أطباء بلا حدود، كما ندعو السلطات العسكرية والمدنية التي تقودها حكومة السودان إلى منح تصاريح السفر اللازمة لطاقم عملنا وإمداداتنا.

تعمل منظمة أطباء بلا حدود حاليًا في أكثر من 30 مرفقًا صحيًا وتدعمها في تسع ولايات في السودان، وهي الخرطوم، والنيل الأبيض والأزرق، والقضارف، وغرب دارفور، وشمال دارفور، وجنوب ووسط دارفور، والبحر الأحمر. ندير أنشطة في كلا المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. نقدم رعاية الإصابات البالغة ورعاية الأمومة والأطفال ونعالج سوء التغذية إلى جانب خدمات الرعاية الصحية الأخرى. تدعم فرق أطباء بلا حدود أيضًا اللاجئين السودانيين والعائدين إلى جنوب السودان وشرق تشاد.

Alzahraa Camp, Wad Madani, Sudan. 5 June 2023.