السودان: المستشفى الأخير في الفاشر مهدد بالإغلاق خلال القصف العنيف للمدينة
نيروبي، الأربعاء 14 أغسطس/آب – مع تصاعد القتال في الفاشر مرة أخرى، تحذر أطباء بلا حدود من أن تأثيره على حياة المدنيين يزداد تدميرًا. فقد وقعت هجمات متعددة على المدينة خلال الأسبوع الماضي، وقُتل منذ يوم السبت ما لا يقل عن 15 شخصًا وأصيب أكثر من 130 شخصًا، كما وقع هجوم آخر على المستشفى السعودي الذي تدعمه أطباء بلا حدود – وهو آخر مستشفى عام متبقٍ في المدينة والذي لديه القدرة على علاج الجرحى وإجراء العمليات الجراحية – ما تسبب بأضرار جسيمة وترك هذا المرفق الصحي يعمل بشكل جزئي فقط.
وقع الهجوم يوم الأحد 11 أغسطس/آب، وهي المرة الحادية عشرة التي يُستهدف فيها مستشفى في الفاشر منذ تصاعد القتال في 10 مايو/أيار. وقد أصيب جناح الجراحة خلال القصف، ما أسفر عن مقتل شخص يعتني بأحد المرضى وجرح خمسة آخرين، فيما تضرر قسم الأمومة أيضًا. بالإضافة إلى ذلك، أصيب عدد من مكاتب المستشفى، وأصيبت ممرضة بجروح أثناء عملها في الداخل.
وقد كان المستشفى السعودي مكتظًا أساسًا بالجرحى في أعقاب القتال العنيف الذي وقع يوم السبت العاشر من أغسطس/آب. ووصل أكثر من مئة شخص إلى المرفق الصحة يومها، وتوفي 14 شخصًا متأثرين بجراحهم. وفي الوقت ذاته، نُقل 15 جريحًا من الفاشر إلى مرافق أطباء بلا حدود في مخيم زمزم. وومن المتوقع أن تزداد حدة القتال خلال الأيام القادمة.
ويضيف لاشاريتيه، “ينتقل الناس إلى زمزم للفرار من القتال في الفاشر، إلا أن الموجودين أساسًا في المخيم كذلك يخشون على حياتهم، فقد قُصف زمزم قبل أسبوع واحد فقط وهناك مخاوف حقيقية من أن يتكرر ذلك مرة أخرى. نحن نستعد لاستقبال المزيد من الإصابات في زمزم، خاصة وأن القتال في الفاشر يعني أن الناس لا يستطيعون الوصول إلى المستشفى السعودي بسهولة. ومع ذلك، فقد بُني مستشفانا الميداني لعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وأمراض الأطفال، وهو غير مجهّز حاليًا لعلاج الجرحى. ما من غرفة عمليات أو بنك للدم، ما يعني أن فريقنا سيكون تحت ضغط استثنائي إذا استمر وصول الضحايا. بالإضافة إلى ذلك، فالناس في المخيم يواجهون أساسًا مشكلات تهدد حياتهم. وقد دقت أطباء بلا حدود ناقوس الخطر بشأن أزمة سوء التغذية الكارثية هناك منذ أكثر من ستة أشهر، وأعلنت الآن لجنة مراجعة المجاعة حالة المجاعة في المخيم. نحث الأطراف المتحاربة على السماح بمرور الإمدادات الإنسانية من دون عرقلة، كما نحثهم على حماية المدنيين والمنشآت الصحية. فالمستشفى السعودي هو آخر مستشفى عام متبقٍ في شمال دارفور ولديه القدرة على علاج الجرحى بفعالية. وفي حال تجدد قُصف المستشفى أو مرافقنا في زمزم وخرجت عن الخدمة، فلن يبقى مكان يحصل فيه المصابون على الرعاية الصحية وسترتفع حصيلة الوفيات بشكل كبير”.