متاح أيضاً باللغة
تبرئة جميع موظفي أطباء بلا حدود في المحكمة العسكرية الكاميرونية
بويا/ياوندي (10 يناير/كانون الثاني 2023) – تعرب المنظمة الدولية الطبية الإنسانية أطباء بلا حدود عن ارتياحها الكبير بعد تبرئة موظفيها الخمسة الذين حوكموا في الكاميرون بتهمة التواطؤ مع المجموعات الانفصالية، مع العلم أن أربعةً منهم قد سُجنوا لعدة أشهر.
في 26 ديسمبر/كانون الأول 2021، أوقفت إحدى ممرضات أطباء بلا حدود وسائق سيارة إسعاف في نغوتي جنوب غرب الكاميرون خلال نقلهما لجريح بطلقة نارية إلى المستشفى. وبعد اعتقال دام خمسة أشهر بتهمة التواطؤ مع المجموعات الانفصالية، أُفرج عن عاملَي الإغاثة مؤقتًا في مايو/أيار من عام 2022.
هذا وقد اعتُقل زميلان آخران، أحدهما يعمل في مجال الصحة المجتمعية والآخر منسق ميداني مساعد، في يناير/كانون الثاني 2022 بالتهمة نفسها، بينما اتُهم زميل خامس غيابيًا.
في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، قضت محكمة بويا العسكرية “بعدم وجود قضية” ضد أحد موظفي الإغاثة المعنيين، مستشهدةً بعدم توفر أدلة كافية. وقد أُفرج عن الموظف بعد فترة قصيرة من إصدار الحكم بعد أن قضى عشرة أشهر في السجن.
وأخيرًا، في 29 ديسمبر/كانون الأول، تمت تبرئة جميع موظفي أطباء بلا حدود الذين اعتقلوا وأُطلق سراح آخرهم في اليوم التالي. هذا وصدر حكم تبرئة بحق منسق مشروع أطباء بلا حدود الذي حوكم غيابيًا.
في هذا الصدد، يعلّق منسق مشاريع أطباء بلا حدود في وسط إفريقيا سيلفان غرو، “نشعر برضا شديد إزاء الحكم الذي برّأ موظفينا الخمسة – وبالتالي أطباء بلا حدود بصفتها منظمة – من ارتكاب أي مخالفة”.
هذا وتعرب أطباء بلا حدود عن بالغ استيائها لسجن موظفيها لحوالي العام، مما سبّب قلقًا وألمًا لا يوصفان لهم ولعائلاتهم.
“إن توجيه الاتهامات إلى عاملين في المجال الطبي بذريعة تأدية عملهم المتمثل في معالجة المرضى أمامهم ينافي جميع الأخلاقيات والقوانين الإنسانية والطبية”.
في مايو/أيار من عام 2022، بعد اعتقال موظفي أطباء بلا حدود الأربعة، اتخذت فرقنا قرارًا صعبًا بتعليق جميع الأنشطة في المنطقة الجنوبية الغربية من الكاميرون. نحن حريصون على استئناف توفير الخدمات الضرورية والمنقذة للحياة، لكن بعد استيفاء شروط أساسية تضمن تأدية أنشطتنا الطبية في بيئة آمنة وسليمة لحماية المرضى والطواقم على حد سواء.
ويشرح غرو، “رغم محاولتنا بفتح قناة حوار مع الحكومة لنضمن قدرة فرقنا على استئناف الأنشطة الحيوية في المنطقة الجنوبية الغربية، لم نلقَ أي تجاوب من جهة الحكومة. وقد صعّب ذلك التوصل إلى اتفاق يؤمّن ظروف عمل تضمن سلامة الموظفين والمرضى”.
ويضيف، “يحول هذا الوضع دون استئناف توفير الخدمات الطبية المفصلية والمنقذة للحياة، مع أن المنطقة الجنوبية الغربية في حاجة ماسة إليها”.
يجب أن تتمكن فرق أطباء بلا حدود من توفير الرعاية الطبية لأي مريض يحتاج إليها، بما يتماشى مع الأخلاقيات الطبية والمبادئ الإنسانية المتمثلة في الاستقلالية والحياد وعدم التحيز.
“نبقى على استعداد لاستكمال الحوار مع السلطات الكاميرونية للبحث في إمكانية استئناف أنشطتنا الطبية والإنسانية في المنطقة الجنوبية الغربية إذا ما تأمنت الشروط الأساسية”.
في ديسمبر/كانون الأول 2020، علقت السلطات أنشطة أطباء بلا حدود في المنطقة الشمالية الغربية من البلاد بعد سلسلة ادعاءات تتهم أطباء بلا حدود بدعم المجموعات المسلحة المحلية، الأمر الذي نفته أطباء بلا حدود بصورة مستمرة علنًا أو خلال اجتماعاتها مع السلطات. وحتى الآن، ما زال التعليق قيد التنفيذ، علمًا أن أطباء بلا حدود لا زالت مستعدة للحوار لمتابعة توفير الدعم الطبي للسكان في هذه المنطقة أيضًا.
تعمل أطباء بلا حدود في الكاميرون منذ عام 1984 وفي المنطقة الجنوبية الغربية منذ عام 2018. منذ عام 2019، وفرت فرقنا الطبية أكثر من 400 ألف استشارة طبية وما يزيد عن 68 ألف استشارة في المرافق الصحية التي ندعمها في جنوب غرب البلاد. في عام 2021، ساعدت المرافق التي تدعمها أطباء بلا حدود في أكثر من 2,284 ولادة. ونقلت فرق الإسعاف التابعة للمنظمة أكثر من ثمانية آلاف مريض ليتلقوا الرعاية الطبية الطارئة، مع العلم أن نظام الإحالة الطارئة هذا كان الوحيد في جنوب غرب البلاد قبل تعليق الأنشطة في 2021.