متاح أيضاً باللغة
سوريا: أطباء بلا حدود تفتتح غرفة طوارئ في داريا

بعد 14 عامًا من الحرب، خلّفت الحرب في سوريا دمارًا واسعًا ونزوحًا هائلًا، إلى جانب صعوبات اقتصادية حادة ونقص في الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية. واستجابةً لذلك، بدأت منظمة أطباء بلا حدود بحثها عن أفضل السبل لتلبية احتياجات الناس في المناطق التي لم تستطع أن تعمل فيها سابقًا. ومن بين هذه المناطق المدن الكبرى والمناطق الريفية التي تعاني من نقص حاد في الخدمات، حيث تكثر الاحتياجات الإنسانية وغالبًا ما تُهمل. ومن تلك المناطق مدينة داريا الواقعة جنوب غرب دمشق، حيث أنشأت أطباء بلا حدود غرفة طوارئ ودعمت مركزًا للرعاية الصحية الأساسية.
بعد سقوط حكومة بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، عاد الآلاف إلى منازلهم ليواجهوا تحديات هائلة، بحسب خطّاب، كتلوث الأراضي من بقايا الأسلحة والمتفجرات ونقص فرص العمل والصعوبات الاقتصادية وصعوبة الوصول إلى المياه النظيفة وخدمات الرعاية الصحية.
استجابة لذلك، بدأت أطباء بلا حدود بتنفيذ الأنشطة في داريا منذ مارس/آذار بالتعاون مع مديرية الصحة. ومنذ ترميم المركز الصحي، بدأ الفريق بتقديم الرعاية الصحية الأساسية، بما في ذلك الاستشارات الخارجية والرعاية النفسية ورعاية الصحة الجنسية والإنجابية بقيادة طبيب وقابلة قانونية. هذا وافتتحت أطباء بلا حدود ومديرية الصحة غرفة طوارئ تعمل على مدار الساعة لتوفير الرعاية الأساسية والعاجلة للمرضى الذين يعانون من إصابات بليغة، كما أُنشئ نظام إحالة إلى المستشفيات في دمشق للمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية متخصصة. يُذكر أن جميع خدمات أطباء بلا حدود تُقدَّم بشكل مجاني.
يستمر ارتفاع أعداد الاستشارات في المركز الصحي، حيث عولج أكثر من ألف مريض في العيادات الخارجية منذ أن بدأت أطباء بلا حدود بتقديم الدعم في مارس/آذار. وتتزايد كذلك أعداد المرضى الذين يطلبون رعاية الصحة الجنسية والإنجابية، خصوصًا أن هذه الخدمات كانت في الماضي محدودة للغاية في داريا.

وفي غرفة الطوارئ، قدّم الفريق الطبي 308 استشارات وأحال 24 مريضًا لتلقي الرعاية المتخصصة خلال أسبوعين فقط.
ويوضح المرجع الطبي في أطباء بلا حدود، جيثرو غيرينا، “يعد افتتاح غرفة الطوارئ في داريا نقطة تحول مفصلية في فرص الوصول إلى الرعاية الصحية لسكان المدينة. لقد رأيت أبًا يبكي ارتياحًا، إذ أخبره الفريق الطبي أن ليس عليه الدفع مقابل علاج ابنه البالغ من العمر 10 سنوات بعدما تلقى ست غرز في رأسه إثر حادثة في المنزل. قال لي الرجل إنه لا يذكر أي حادثة لم يضطر فيها لدفع المال مقابل العلاج”.
