غزة: على إسرائيل أن تنهي حملة الموت والدمار التي تشنها
القدس وباريس وبروكسل وبرشلونة، 28 مايو/أيار 2024 – فيما يُعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم بعد أن قصفت إسرائيل خيمًا تأوي النازحين في “مناطق إنسانية” بحسب تصنيفها في جنوب غزة، تدعو أطباء بلا حدود إلى إنهاء فوري للهجوم على رفح، وللفظائع الوحشية المستمرة في كافة أنحاء قطاع غزة. تتمثل إستراتيجية إسرائيل العسكرية بشن هجمات متكررة على المناطق المكتظة بالسكان وتؤدي قطعًا إلى القتل الجماعي للمدنيين.
قُتل اليوم 21 فلسطينيًا وأصيب 64 آخرون، وفقًا للسلطات الصحية المحلية، بعد أن قصفت القوات الإسرائيلية خيم النازحين في المواصي، غرب رفح بجنوب غزة.
أُجبر كذلك على النزوح كل من المرضى والطواقم الطبية في نقطة المعالجة المؤقتة للإصابات البالغة التي تدعمها أطباء بلا حدود في تل السلطان في رفح ليلة 27 مايو/أيار مع اشتداد الأعمال العدائية في المنطقة، مما أدى إلى توقف جميع الأنشطة الطبية في المرفق الطبي. ويأتي هذا الإخلاء القسري مجددًا لأحد مرافق الرعاية الصحية بعد 24 ساعة من شن القوات الإسرائيلية لغارة جوية على “منطقة آمنة” بحسب تصنيفها، متسببة بمقتل ما لا يقل عن 49 شخصًا وإصابة أكثر من 250 آخرين. سجّل العاملون في نقطة المعالجة المؤقتة تدفق إصابات جماعية بلغت 180 جريحًا و31 قتيلًا، حيث عانى المرضى من حروق شديدة وإصابات بشظايا وكسور وإصابات بالغة أخرى. استقرت حالة هؤلاء المرضى وأُحيلوا إلى مستشفيات ميدانية غربًا باتجاه المواصي، ذلك أنه لم يعد هناك مستشفيات فعالة ومتخصصة بالإصابات البالغة تستطيع أن تتعامل مع حدث إصابات جماعية من هذا النوع.
تقول د. صفاء جابر، الطبيبة النسائية مع أطباء بلا حدود والتي تعيش في خيمة مع عائلتها في مخيم تل السلطان، “سمعنا طوال ليلة البارحة اشتباكات وقصفًا وإطلاق صواريخ. لا يعلم أحد ما يحدث بالضبط. نحن خائفون على أطفالنا وخائفون على أنفسنا. لم نكن نتوقع أن يحدث هذا فجأة. إلى أين سنذهب؟ نحن نعاني للعثور على الأساسيات التي يحتاجها كل إنسان للبقاء على قيد الحياة”.
ومنذ أسبوع فقط، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بأن توقف “فورًا” هجومها العسكري على رفح وأن تسمح بدخول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، وأن تضمن وصولها إلى من يحتاجونها. إلا أن هجوم إسرائيل على جنوب غزة قد تصاعد منذ ذلك الحين، ولم تدخل أي كمية من المساعدات المجدية إلى القطاع منذ السادس من مايو/أيار، واستمر نسق الهجمات الممنهجة التي تستهدف الرعاية الصحية. وبهذا فإن جميع الدول التي تدعم عمليات إسرائيل العسكرية في هذه الظروف متواطئة أخلاقيًا وسياسيًا. ونحن ندعو الدول – ولا سيما الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والحلفاء من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي – إلى بذل كل ما في وسعها للتأثير على إسرائيل لوقف الحصار القائم والهجمات المستمرة على المدنيين والبنية التحتية المدنية في غزة.
بعد مرور قرابة ثمانية أشهر منذ بداية هذه الحرب، لم يعد هناك مرفق رعاية صحية واحد في غزة قادر على التعامل مع حدث إصابات جماعية كالذي وقع في 27 مايو/أيار. ويأتي إغلاق نقطة المعالجة المؤقتة للإصابات البالغة التي تدعمها أطباء بلا حدود في تل السلطان في أعقاب غارة جوية في اليوم نفسه على المستشفى الكويتي في رفح، والتي تسببت بمقتل عاملَين في المستشفى وأوقفته عن الخدمة. أُخليت جميع المستشفيات في رفح تقريبًا بشكل قسري، وهي إما خارج الخدمة أو بالكاد تعمل، مما لا يترك أي إمكانية لتوفير الرعاية الطبية أو الوصول إليها.
كذلك يستمر القصف الإسرائيلي والقتال العنيف بتدمير شمال القطاع، والذي صار وصول العاملين في المجال الإنساني إليه شبه مستحيل. وتقع المستشفيات في الشمال في مرمى النيران وتتعرض لدمار واسع النطاق، بما فيها مستشفى العودة ومستشفى كمال عدوان الذي قصفته القوات الإسرائيلية اليوم. وقد أبلغت مستشفيات أخرى مثل مستشفى الأقصى في دير البلح ومستشفى ناصر في خان يونس عن نقص في الوقود، وقد تخرج قريبًا عن الخدمة.
ندعو جميع الأطراف المتحاربة إلى احترام المرافق الطبية وطواقمها ومرضاها وحمايتها.
ندعو إسرائيل إلى الوقف الفوري لهجومها على رفح وفتح معبر رفح للسماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية على نطاق واسع.
وندعو إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في كافة أنحاء القطاع.