فشل إنساني كارثي: منظمة أطباء بلا حدود تدين ستة أشهر من الإهمال المشين في السودان
الخرطوم، 12 أكتوبر 2023 – بعد مرور ستة أشهر على الحرب في السودان، لا تزال حياة الناس معرضة للخطر بسبب التفجيرات والقصف وإطلاق النار – سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. ووفقًا لمنظمة أطباء بلا حدود، التي لاحظت فرقها الغياب المشين للمنظمات الإنسانية العاملة في البلاد، فإن العامليين بالمجال الصحي والمتطوعين السودانيين يكافحون من أجل الاستجابة لاحتياجات الناس الطبية، وأن النظام الصحي في البلاد على حافة الانهيار. وأضافت المنظمة أن الاستجابة غير كافية لتلبية احتياجات الناس الهائلة في المناطق التي يتم فيها تقديم المساعدة، داعية إلى زيادة فورية في الجهود الإنسانية.
يعاني النظام الصحي الهش في كافة أنحاء السودان من ازدحام غرف الطوارئ، إذ أغلقت العديد من المستشفيات أبوابها بالكامل. وفي العاصمة الخرطوم، تشهد الفرق الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود واحدة من أشد النزاعات الحضرية التي تدور حاليًا في جميع أنحاء العالم، إذ تصل أعداد كبيرة من المصابين إلى المستشفيات مصابين بجروح تهدد حياتهم، مما لا يترك أمام الطاقم الطبي في كثير من الأحيان أي خيار سوى البتر.
“في كل من الخرطوم ودارفور، يصاب العديد من المرضى بجروح خطيرة لدرجة أنهم بحاجة إلى إجراء عدة جراحات”. “في أكثر من سبع مناسبات في سبتمبر فقط، تلقت المستشفيات التي تعمل فيها منظمة أطباء بلا حدود تدفقات كبيرة من الجرحى بعد القصف والغارات الجوية والانفجارات.” وفقًا لما قاله الجراح في منظمة أطباء بلا حدود شازير مجيد.
حتى بالنسبة للأشخاص الذين لم يتأثروا بشكل مباشر بالعنف، فإنهم يعانون من الآثار غير المباشرة للحرب. إذ يوجد نقص مزمن في الأدوية في جميع أنحاء السودان. وقد نفدت الإمدادات في الصيدليات أو ارتفعت أسعارها، مما جعل العديد من الأدوية غير ميسورة التكلفة بالنسبة للاشخاص الذين يحتاجون إليها. ونتيجة لذلك، يعاني المرضى المصابون بأمراض مزمنة من مضاعفات خطيرة ويموتون في بعض الأحيان.
وحتى في الأماكن التي يسهل الوصول إليها، يعيش ملايين النازحين في مخيمات مكتظة ومواقع مؤقتة مثل المدارس، بعد أن نزحوا من منازلهم بسبب أعمال العنف. ويموت الناس، بما في ذلك الأطفال، في هذه المواقع بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، مثل الملاريا والحصبة، بسبب النقص المشين في الاستجابة الإنسانية. وفي الخرطوم، وكذلك في العديد من المخيمات، تم تدمير شبكات المياه أو أصبحت غير كافية لتلبية احتياجات الناس، مما يزيد من خطر تفشي الكوليرا ويزيد من صعوبة معالجة حالات تفشي الكوليرا المشتبه بها في خضم الحرب. ولذلك، تدعم فرق منظمة أطباء بلا حدود وزارة الصحة في العديد من المواقع للتأكد من أن الطاقم الصحي جاهز للاستجابة لتفشي الكوليرا المحتمل.
تتعرض الاستجابة الإنسانية التي تقدمها منظمة أطباء بلا حدود للعراقيل بسبب العقبات البيروقراطية والإدارية الكبيرة التي تفرضها السلطات السودانية. وتشمل هذه القيود المفروضة على تحركات الموظفين، ورفض تصاريح السفر، والتأخير في السماح لعبور اللوازم والإمدادات الطبية، وحظر إمدادات محددة، مثل الإمدادات الجراحية. وفي جنوب الخرطوم، لم يتبق من اللوازم الأساسية لدى إحدى المستشفيات التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود سوى ما يكفي لأقل من أسبوع واحد لتتمكن من توفير خدمات الرعاية الطارئة للمرضى المصابين. وبمجرد نفاد هذه اللوازم، لن تتمكن فرق أطباء بلا حدود من تقديم هذه الخدمات.
ومع عدم وجود نهاية للحرب في الأفق، تدعو منظمة أطباء بلا حدود إلى زيادة كبيرة في الجهود المبذولة لتقديم المساعدات الإنسانية، وحماية العاملين في المجال الطبي والإنساني والمدنيين، وإزالة العوائق الإدارية أمام الطواقم الطبية والإنسانية والإمدادات، للسماح للناس بالحصول على المساعدات دون معوقات.
ووفقًا لما أضافته رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود، فراوكي أوسيغ: “إن نظام الرعاية الصحية في السودان على وشك الانهيار، وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة، سيستمر الأشخاص الأكثر ضعفاً في تحمل وطأة العنف، مما يؤدي إلى المزيد من الوفيات التي يمكننا تجنبها”.
استجابة منظمة أطباء بلا حدود في السودان
- تعمل منظمة أطباء بلا حدود في السودان منذ عام 1979؛ وتعمل فرق أطباء بلا حدود اليوم في 10 ولايات، وهي: الخرطوم، والجزيرة، والنيل الأبيض، والنيل الأزرق، ونهر النيل، والقضارف، وغرب دارفور، وشمال دارفور، ووسط دارفور، وولاية جنوب دارفور. كما تقدم فرق منظمة أطباء بلا حدود المساعدة للاجئين والعائدين عبر حدود السودان في جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد.
- تقدم فرق منظمة أطباء بلا حدود في السودان العلاج في حالات الطوارئ، وإجراء العمليات الجراحية، وإدارة العيادات المتنقلة للنازحين، وعلاج الأمراض المعدية وغير المعدية، وتوفير الرعاية الصحية للأمهات والأطفال، بما في ذلك الولادة الآمنة، وتوفير خدمات المياه والصرف الصحي، والتبرع بالأدوية والمواد الطبية. والتبرع بالأدوية والمستلزمات الطبية لمرافق الرعاية الصحية، وتقديم الحوافز والتدريب والدعم اللوجستي لموظفي وزارة الصحة. كما تواصل منظمة أطباء بلا حدود أيضًا بعض أنشطتها الطبية التي كانت قائمة قبل نشوب النزاع.
- أجرت فرق منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى بشائر بالخرطوم أكثر من 1,500 عملية جراحية، 93% منها للمرضى الذين يعانون من إصابات ناجمة عن العنف منذ بداية الحرب. كما قدم طاقم منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى بشائر أكثر من 300 استشارة في مجال الأمومة.
- منذ بدء العمل في المستشفى التركي في الخرطوم في يونيو/حزيران، استقبلت فرق منظمة أطباء بلا حدود أكثر من 8,600 شخص في غرفة الطوارئ (بما في ذلك ما يقرب من 1,500 طفل وأكثر من 1,900 مريض بالغ – بما في ذلك حالات الأمومة)، وأجرت 122 عملية جراحية عامة وجراحة عظام، وأجرت 166 عملية قيصرية/جراحة توليدية طارئة. ومنذ أغسطس/آب، قامت القابلات اللاتي يعملن لدى منظمة أطباء بلا حدود بتوليد ما يقرب من 300 طفل.
- في الأشهر الستة الماضية، دعمت فرق منظمة أطباء بلا حدود وزارة الصحة في أم درمان، ولاية الخرطوم، والتي استقبلت أكثر من 10,000 حالة دخول طارئة. وفي دارفور، استقبلت منظمة أطباء بلا حدود أكثر من 8,500 حالة دخول طارئة. وقد أجرت فرق أطباء بلا حدود أكثر من 16,000 استشارة في مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور، كما استقبلت أكثر من 1,000 حالة في قسم الولادة والأطفال في أم ضوابان بولاية الخرطوم. وفي مستشفى ألبان جديد في الخرطوم، قدمت فرق أطباء بلا حدود أكثر من 5,000 استشارة، خمسها تقريبًا حالات طارئة. وفي ولاية النيل الأبيض، قدمت فرق منظمة أطباء بلا حدود أكثر من 50,000 استشارة. وفي ولاية الجزيرة قدمت فرق أطباء بلا حدود أكثر من 25,000 استشارة. وخلال الأشهر الستة الماضية، قدمت فرق منظمة أطباء بلا حدود في جميع أنحاء السودان أكثر من 10,000 استشارة في مجال الصحة النفسية.
- بلغت ميزانية استجابة منظمة أطباء بلا حدود في السودان 76 مليون يورو لعام 2023. ويعمل لدى منظمة أطباء بلا حدود 1,145 موظفًا سودانيًا و57 موظفًا دوليًا يعملون حاليًا في السودان. كما تقوم منظمة أطباء بلا حدود بدفع حوافز لـ 1,358 من موظفي وزارة الصحة.