في مؤتمر المناخ (كوب 28)، لا مجال لمزيد من الفشل من أجل المجتمعات الضعيفة
جنيف، 23 نوفمبر/تشرين الثاني – حذرت منظمة أطباء بلا حدود من أنه لا يُبذل سوى القليل لحماية الناس الأكثر ضعفاً من الآثار السلبية لتغير المناخ. وعلى قادة العالم المزمع اجتماعهم في دبي في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر المناخ اتخاذ تدابير عاجلة لحماية صحة المجتمعات الأكثر تضرراً.
الأزمة المناخية هي حالة طوارئ صحية وإنسانية. وتؤثر الآثار الصحية الشديدة لتغير المناخ بالفعل على الناس في جميع أنحاء العالم ومن المتوقع أن تزداد بمرور الوقت مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب. وتعمل منظمة أطباء بلا حدود في العديد من البيئات الأكثر حساسية للمناخ في العالم وتعالج المرضى الذين يعانون من الآثار الصحية لتغير المناخ بشكل مباشر.
في عام 2023، واصلنا مشاهدة عواقب مثل هذه الأحداث والاستجابة لها، بما في ذلك الفيضانات الواسعة النطاق في جنوب السودان، والأعاصير الشديدة في ميانمار ومدغشقر وموزمبيق، ودرجات الحرارة المرتفعة والجفاف المطول الذي دفع الملايين إلى حافة المجاعة في منطقة القرن الإفريقي. وقد استجبنا أيضاً لتفشيات متزامنة ومتعددة للكوليرا في العديد من البلدان ولمعدلات مرتفعة بشكل مثير للقلق من حمى الضنك في أنحاء الأمريكيتين. وبسبب الخليط الفتاك من الملاريا وسوء التغذية بقيت أجنحة طب الأطفال لدينا ممتلئة في جميع أنحاء منطقة الساحل، بما في ذلك في شرق تشاد، حيث فر الناس من النزاع المروع في السودان.
وبينما تقوم الأطراف في المؤتمر بتقييم التقدم المحرز في تحقيق الأهداف المناخية، فمن الواضح بالفعل أن الافتقار إلى العمل المناخي قد عرّض صحة الناس لخطر كبير. ويشكل الفشل في الحد من الاحترار عند 1.5 درجة مئوية تهديداً وجودياً للعديد من الأشخاص في السياقات الإنسانية التي تعمل فيها أطباء بلا حدود.
وقد طلبت المجتمعات والبلدان الأكثر تضرراً مراراً وتكراراً الدعم الذي تحتاجه للتعامل مع عواقب تغير المناخ، ولكنها لا تتلقى ذلك الدعم. إنهم بحاجة إلى التزام حقيقي للحد من انبعاثات غازات الدفيئة ويحتاجون إلى دعم مالي وتقني ملموس. نحتاج أن يكون العمل المناخي على قدْر حجم الأزمة المناخية. لا يمكن للعالم أن يستمر في غض النظر عن الأزمات الإنسانية التي تزداد حدة، ويتحمل أضعف الناس في العالم العواقب.