متاح أيضاً باللغة
لبنان: الأنشطة الطبية لمنظمة أطباء بلا حدود في أعقاب الاشتباكات في مخيم عين الحلوة
في أعقاب الاشتباكات التي اندلعت في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قبل بضعة أسابيع، بادرت أطباء بلا حدود لتوفير المساعدة الطبية وغير الطبية للسكان. خلّفت الاشتباكات إصابات كثيرة وألمًا جليًا يعكس الحاجة إلى تعزيز الدعم الطبي والإنساني في المخيم.
منذ الساعات الأولى من الاشتباكات، استجابت فرقنا للاحتياجات المتزايدة للسكان، فتبرعت بأكثر من 150 مجموعة من البطانيات والفرشات للعائلات التي تركت منازلها بفعل العنف. في الوقت نفسه، زدنا دعمنا بشكل تدريجي للمرافق الصحية المحلية والعاملين في الصحة المجتمعية، فوفرنا حوالي طن من المجموعات والإمدادات الطبية لتعزيز قدرتهم على الاستجابة لارتفاع أعداد الجرحى.
مع هدوء الوضع، نُشر فريق من الممرضين والأطباء والمسعفين في مواقع مختلفة في المخيم لتوفير الرعاية الطبية المجانية للسكان الأكثر حاجة إليها. وفي هذا الصدد، تشرح د. تمارا شحادي، وهي الطبيبة المسؤولة عن الاستجابة في أطباء بلا حدود، “وفّرنا خدمات العناية بالجروح للجرحى، والعلاج للمصابين بأمراض مزمنة وغير معدية، والخدمات والجلسات النفسية لأكثر من 80 شخصًا تواجدوا في العيادة”. تحقق ذلك بالتعاون مع الشركاء المحليين والمرافق الصحية في المخيم حيث عملت أطباء بلا حدود بين عامي 2011 و2020 وأنشأت شبكة من المعارف.
وتضيف د. شحادي، “استقبلنا مرضى يعانون من أعراض الصدمة الشديدة. وأخبرنا الكثيرون عن الصعوبات التي واجهوها لتلقي الرعاية الصحية، لا سيما الرعاية النفسية في المخيم وخارجه”.
ورغم توقف الاشتباكات في عين الحلوة، يبقى الوضع مشحونا. توقفت أنشطتنا الطبية المباشرة في المخيم، لكننا نبقى ثابتين في التزامنا بتوفير الدعم متى دعت الحاجة إليه من جديد.
يقع مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان على مقربة من مدينة صيدا، ثالث أكبر المدن في البلاد، وقد شهد عدة اشتباكات خلال السنوات الأخيرة. يزيد الاندلاع المتقطع لهذه الاشتباكات من تحديات السكان الذين يواجهون أساسًا مصاعب كثيرة. يُذكر أن الاشتباكات الأخيرة في أواخر يوليو/تموز أسفرت عن مقتل أكثر من 12 شخصًا وإصابة أكثر من 60 آخرين.
حول أطباء بلا حدود في لبنان
منظمة أطباء بلا حدود هي منظمة طبية إنسانية دولية ومستقلة تقدم المساعدة الطارئة للمتضررين من النزاعات المسلحة والأوبئة والكوارث الطبيعية والحرمان من الرعاية الصحية في نحو 70 بلدًا في العالم. تقدّم منظمة أطبّاء بلا حدود المساعدات إلى السكان بصرف النظر عن العرق أو الدين أو الجندر أو الانتماء السياسي. بدأت أطباء بلا حدود العمل في لبنان عام 1976 خلال الحرب الأهلية، إذ أرسلت فرقًا طبية إلى بيروت وجنوب لبنان، وكانت تلك المهّمة الأولى لأطباء بلا حدود في منطقة نزاع مسلّح. تقدم أطباء بلا حدود اليوم الرعاية الطبية المجانية في مواقع مختلفة وتضمّ طواقمها في لبنان أكثر من 600 موظف.