استجابة أطباء بلا حدود: الحرب على غزة
استجابة أطباء بلا حدود ومعلومات حول الوضع في غزة
انفجرت عقود من القمع والنزاع والحصار الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة بفلسطين، منذ عام 2007، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما هاجمت حماس إسرائيل على نطاق واسع. وفي المقابل، شنت إسرائيل هجمات واسعة النطاق على غزة.
شُرّد أكثر من 1.7 مليون شخص في غزة ونزح كثر منهم عدة مرات. وتعرضت المستشفيات والمرافق الصحية لهجمات مستمرة وخرج الكثير منها عن الخدمة، علمًا أن غزة تواجه نقصًا كبيرًا في الغذاء والماء والأدوية. ويحاول الناس البقاء على قيد الحياة وسط ظروف في غاية الصعوبة.
وفي ظل الهجوم الإسرائيلي على رفح وإغلاق المعبر، بات إيصال المساعدات الإنسانية وتوفير الرعاية الطبية أشبه بالمستحيل.
ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وتكثيف المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. قُتل آلاف الأشخاص أو جُرحوا، واليوم، لم يتبقّ أي مكان آمن في غزة.
تعمل أطباء بلا حدود حاليًا في مستشفيين في قطاع غزة (هما مستشفى الأقصى ومستشفى ناصر) وفي عيادة في مدينة غزة وخمسة مرافق صحية أخرى، من بينها مرفق في منطقة المواصي برفح ومرفقان في خان يونس ومرفقان في المنطقة الوسطى في غزة.
وتوفّر فرقنا الدعم في المجال الجراحي وخدمات العناية بالجروح والعلاج الطبيعي ورعاية ما بعد الولادة وخدمات الرعاية الصحية الأساسية والتطعيمات وخدمات الصحة النفسية. ومع ذلك، يؤدي الحصار المنهجي وأوامر الإخلاء التي تطال مختلف المستشفيات إلى الحد من استجابتنا وتقليص الحيّز المتاح لتنفيذ الأنشطة أكثر من أي وقت مضى.
جنوب غزة
مستشفى ناصر، خان يونس- يعدّ مستشفى ناصر في خان يونس المستشفى الجراحي الرئيسي في جنوب غزة. فنعمل مع وزارة الصحة ونركّز على توفير خدمات جراحة العظم والرعاية في وحدة الحروق، فضلًا عن خدمات تغيير الضمادات والعلاج الطبيعي.
مركز المواصي الصحي، رفح – توفر فرقنا الخدمات في عيادات خارجية في مركزين صحيين، بما في ذلك الاستشارات العامة وخدمات التطعيم ورعاية الصحة الإنجابية، فضلًا عن رعاية ما قبل الولادة وما بعدها وخدمات تغيير الضمادات وجلسات العلاج الطبيعي وخدمات الصحة النفسية والتوعية الصحية. هذا ونعمل على رصد حالات سوء التغذية ونعالجها ونقدّم العلاج للأمراض غير المعدية.
عيادة خان يونس – توفّر فرقنا الرعاية الطبية الأساسية في خان يونس.
عيادة الآثار، المواصي – نوفر الرعاية الطبية الأساسية لتلبية احتياجات الناس الذين نصبوا خيامهم في هذه المنطقة.
لم يبقَ وجود لأطباء بلا حدود في المستشفى الأوروبي ومستشفى رفح الإندونيسي الميداني ومستشفى نجار والمستشفى الإماراتي. يعود ذلك بشكل أساسي إما لتوقف الأنشطة وإغلاقها أو انتقال الكوادر أو تسليم الأنشطة إلى وزارة الصحة. وقد توقف العمل كذلك في عيادة الشابورة وفي نقطة المعالجة المؤقتة للإصابات البليغة في تل السلطان.
يُشار إلى أن فرقنا توزّع أربعمئة ألف لتر من المياه على أكثر من مئة ألف شخص يوميًا عبر 30 نقطة لتوزيع المياه في منطقتي المواصي وخان يونس. نوفر كذلك نحو 300 متر مكعب من المياه النظيفة يوميًا في مواقع مختلفة في رفح.
المنطقة الوسطى
مستشفى الأقصى، دير البلح – نجري عمليات جراحية للإصابات البليغة ونوفر خدمات متخصصة للعناية بالجروح وخدمات عناية الجروح ما بعد الجراحة والعلاج الطبيعي والتوعية الصحية والدعم النفسي.
عيادة الشهداء، دير البلح – يوفر فريق أطباء بلا حدود خدمات العناية بالجروح والفحوصات لرصد حالات سوء التغذية.
عيادة، الحكر – نوفر الاستشارات العامة والتطعيم ورعاية الصحة الإنجابية، فضلًا عن خدمات تغيير الضمادات. هذا ونقدم خدمات الصحة النفسية، بما في ذلك الإسعافات النفسية الأولية وجلسات الإرشاد للأفراد والعائلات وأنشطة التثقيف النفسي والتوعية الصحية.
شمال غزة
عيادة أطباء بلا حدود (بالقرب من مستشفى الشفاء)، مدينة غزة – تضررت عيادتنا على مقربة من مستشفى الشفاء وتهدّم سورها وتحطمت جميع نوافذها. ومنذ ذلك الحين، رممنا العيادة واستأنفنا الأنشطة فيها، علمًا أن الفريق يركّز على خدمات التضميد والعلاج الطبيعي.
لا تعمل أي كوادر من أطباء بلا حدود في مستشفى العودة أو الشفاء. وقد دمّرت القوات الإسرائيلية مستشفى الشفاء في مارس/آذار بعد حصار دام أسبوعين.
الإمدادات/ الشؤون اللوجستية
حتى أواخر مايو/أيار، نقلنا إجمالي 76 شاحنة محمّلة بالإمدادات إلى غزة عبر معبر رفح. ومنذ مطلع مايو/ أيار، أُغلق هذا المعبر الذي كان يعدّ أبرز نقطة دخول سالكة للمنظمات الإنسانية. ومنذ ذلك الحين، انخفض عدد الشاحنات التي تمكنّا من إدخالها بشكل كبير من 24 شاحنة في مارس/آذار إلى شاحنتين فقط في مايو/أيار.
في الضفة الغربية، نواصل إدارة أنشطة تركز على الرعاية الطارئة والرعاية الصحية الأساسية عبر العيادات المتنقلة والرعاية النفسية في الخليل ونابلس وطولكرم وجنين.
في جميع أنحاء الضفة الغربية، نوزع مواد الإغاثة كمواد الطهي ومستلزمات النظافة والطرود الغذائية على النازحين وسكان الضفة الغربية المتضررين من العنف والتهجير القسري. هذا وتوفر فرقنا مراحيض متنقلة وتركب الأنابيب في تجمعات النازحين.
الخليل
في محافظة الخليل، نقدم الرعاية الطبية في 15 عيادة متنقلة. وندعم أربعة عيادات وجناح الولادة وغرفة طوارئ في مستشفى حلحول وغرفة الطوارئ في مستشفى المحتسب بالفرق الطبية. هذا ونقدم خدمات الصحة النفسية والتبرعات للمستشفيات ومجموعات الإسعافات الأولية للممثلين المجتمعيين في بيت أمر في الرشايدة ومركز الرعاية الطارئة في أم الخير. وتدرّب فرق أطباء بلا حدود الطواقم الطبية في مستشفيات المحتسب وحلحول ودورا ويطا.
نابلس
في محافظة نابلس، توفر فرقنا جلسات الإسعافات النفسية الأولية للأفراد والمجموعات في ثلاث مناطق في نابلس وطوباس وقلقيلية.
هذا ونوفر التدريبات للمعالجين النفسيين المحليين والمتطوعين الطبيين والمساعدين الطبيين في الهلال الأحمر الفلسطيني.
جنين وطولكرم
توفر فرق أطباء بلا حدود التدريب للعاملين في غرف الطوارئ في مستشفيي خليل سليمان في جنين وثابت ثابت في طولكرم اللذين تديرهما وزارة الصحة. هذا وندرّب الفرق الطبية والطواقم الطبية المساعدة لا سيما في مجال الإسعاف لتقديم الإسعافات الأولية والرعاية المنقذة للحياة.
وفي مخيمات نور شمس وطولكرم وجنين، نزوّد المسعفين المتطوعين بالتبرعات والتدريبات لتحقيق استقرار حالات المرضى أثناء الأعمال العدائية النشطة في حال لم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليهم.
هذا وتقدم فرق أطباء بلا حدود جلسات نفسية للأفراد والمجموعات والإسعافات النفسية الأولية في المجتمعات المحلية وفي مستشفى خليل سليمان.
تعمل أطباء بلا حدود في لبنان بالتعاون مع شركائها الصحيين لتدريب الكوادر الطبية في مستشفيات عدة التزامًا بخطة الطوارئ التي وضعتها وزارة الصحة العامة. يوفر التدريب شرحًا مفصلًا حول كيفية فرز الإصابات والمرضى والاستجابة خلال النزاعات وإدارة الإصابات البليغة لتعزيز التأهب في حالات الطوارئ. وقد وفرت أطباء بلا حدود جلسات التدريب في مستشفيات في صور وصيدا وزحلة والهرمل وبعلبك.
إضافة إلى ذلك، تنظم أطباء بلا حدود أنشطة التواصل الإعلامي والتأثير لتسليط الضوء على الوضع في غزة والجهود التي تبذلها أطباء بلا حدود. وفي إطار هذه الجهود، نظمت أطباء بلا حدود فعاليات تضامنية في كل من القاهرة وبيروت.
حاليًا، لدينا قاعدة في مصر لتسهيل عبور فرقنا الدولية وإمداداتنا. تبقى فرقنا في مصر على استعداد لإرسال المزيد من الإمدادات الطبية إلى غزة إذا سمح لها الوضع الأمني بذلك. ونحن على اتصال مع السلطات المصرية والمنظمات ذات الصلة لبدء الأنشطة في مصر وتوفير الرعاية الصحية للمصابين أو المرضى الفلسطينيين المسموح لهم بالخروج من غزة إذا لزم الأمر.
وصفت فرقنا الوضع في غزة على أنّه “كارثي”.
تواصل القوات الإسرائيلية شن هجمات واسعة النطاق تؤثر على المدنيين بشكل غير متناسب. فيعاني الفلسطينيون في غزة كل يوم من حملة عسكرية تدميرية شاملة تتجاهل قواعد الحرب بشكل صارخ. وما زال انعدام حس حقيقي بالأمان يتكشّف جليًا في غزة مع تكرر التهجير القسري للسكان والهجمات الإسرائيلية على المناطق المكتظة التي صنّفتها إسرائيل على أنها “آمنة” أو “مناطق إنسانية”.
وفي ظل الهجوم الإسرائيلي المستمر على رفح، أمسى إيصال المساعدات الإنسانية وتقديم الرعاية الطبية شبه مستحيل. فإغلاق معبر رفح يهدد شريان الحياة لآلاف الأشخاص ويعرّض الاستجابة الإنسانية للخطر، إذ ينخفض على إثره المخزون من الوقود والغذاء والأدوية والمياه وغيرهم إلى مستويات خطيرة.
يعيش نصف النازحين في الجنوب في أماكن مكتظة وظروف مروعة، وفي هياكل مؤقتة مصنوعة من بضع قطع الخشب المضروبة ببعضها البعض وفوقها أغطية بلاستيكية. ينام الكثيرون في الشوارع أو في مناطق مفتوحة. ويعانون للعثور على ما يكفي من المياه لتلبية احتياجاتهم من النظافة الصحية. وقد أصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي تقريرًا يحذر من مجاعة وشيكة. نحن نشهد آثار انعدام الأمن الغذائي والجوع على نطاق واسع.
وفي 24 مايو/أيار، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف هجومها على رفح وإعادة فتح المعبر. وهذا تأكيد آخر على مدى كارثية الوضع والحاجة الماسة إلى زيادة المساعدات الإنسانية بشكل فوري.
أعلنت القوات المسلحة الإسرائيلية الضفة الغربية منطقة مغلقة. وما زالت معظم نقاط التفتيش مغلقة في أنحاء الضفة الغربية، مما يفاقم القيود المفروضة على حركة الأشخاص ويؤثر على إمكانية وصولهم إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والرعاية الطبية.
في بلدات الضفة الغربية، يشهد الناس انفجارًا في أعمال العنف ضدهم. وقد تعرضت مدينة جنين على وجه الخصوص لأضرار بالغة، حيث أدت التفجيرات والتوغلات التي قامت بها القوات الإسرائيلية في مخيم اللاجئين إلى مقتل وجرح عشرات الأشخاص.
وقد لجأ أكثر من 5,000 عامل من غزة إلى الضفة الغربية. وكانت القوات الإسرائيلية قد اعتقلت سابقًا عددًا غير محدد من الفلسطينيين من غزة عندما ألغت السلطات الإسرائيلية تصاريحهم وما زال العديد منهم في عداد المفقودين.
وفي جنين، أبلغت فرقنا عن علاج مرضى ظهرت عليهم علامات التقييد والضرب، على يد القوات الإسرائيلية حسبما ورد.
وقد شهدت فرقنا الطبية في مستشفى جنين إطلاق القوات الإسرائيلية النار على المستشفى نفسه، بينما عالجت أيضًا عاملين طبيين أطلق الجنود عليهم النار بينما كانوا في سيارة الإسعاف. يُشار كذلك إلى أنّ القوات الإسرائيلية تمنع سيارات الإسعاف من التحرك، وتغلق المداخل المؤدية إلى مخيم اللاجئين.
أمّا في الخليل، فقد نزحت العائلات بعد أعمال العنف التي ارتكبها المستوطنون والقوات الإسرائيلية، والتي تشمل حرق منازلهم. يواجه المرضى في مدينة الخليل القديمة، والمعروفة بمنطقة H2، صعوبة في الوصول إلى عيادتنا المتنقلة عندما تكون هناك بسبب القيود الشديدة المفروضة على الحركة.
يجب أن تتوقف هذه الهجمات على الرعاية الطبية.
• ندعو قادة العالم والمنظمات إلى ممارسة نفوذهم لوقف إطلاق النار مّما ينقذ حياة الناس ويعيد تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
• ندعو إسرائيل إلى رفع الحصار للسماح بعبور الإمدادات الإنسانية بشكل مستمر ومتزايد إلى غزة.
• ندعو إلى حماية المدنيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية والمرافق الصحية في كلا الجانبين وفي جميع الأوقات، فالمستشفيات وسيارات الإسعاف ليست أهدافًا.
• ندعو إلى توفّر الضمانات الأمنية الأساسية التي تسمح لفرقنا بالتنقل وتقديم الخدمات الإنسانية والطبية.
• ندعو إلى إتاحة الوصول إلى كل من يحتاج إلى الرعاية الطبية والمساعدات الإنسانية، بما في ذلك المرضى والجرحى.
• ندعو إلى إتاحة وصول السكان إلى الإمدادات الأساسية كالطعام والمياه والمرافق الصحية بشكل آمن.
• ندعو إلى تكثيف دخول الإمدادات الإنسانية الأساسية إلى قطاع غزة، بما في ذلك الأدوية والمعدات الطبية والطعام والوقود والمياه.
• ندعو إلى فتح مجال المغادرة لكل من يرغب في الخروج من غزة من دون المساس بحقهم في العودة إلى القطاع.
• ندعو إلى وضع حد لأعمال العنف التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية والتهجير القسري للفلسطينيين في الضفة الغربية.
• على السلطات الإسرائيلية أن توقف التدابير التقييدية التي تنتهجها في الضفة الغربية والتي تعيق قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الطبية.
• إنّ عمليات الإنزال الجوي والطرق البحرية ليست بديلًا عن نقل المساعدات عن طريق البر.
ندعو جميع الدول – ولا سيما الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والحلفاء من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي – إلى بذل كل ما في وسعها للتأثير على إسرائيل لوقف إطلاق النار والتوقف عن دعم الحصار القائم والهجمات المستمرة على المدنيين والبنية التحتية المدنية في غزة
تقارير
التحرك من اجل غزة
تصاريح
الدكتور أحمد الدخيري المدير التنفيذي لمكتب أطباء بلا حدود الإقليمي في لبنان يصف الوضع في غزة على قناة القاهرة الإخبارية "زملائنا يقومون بإجراء عمليات جراحية على ضوء الهاتف، الممرات في المستشفى ممتلئة بالجرحى والمصابين، هذا هو الوضع الإنساني الكارثي في غزة!"