استجابة أطباء بلا حدود: الحرب على غزة
استجابة أطباء بلا حدود ومعلومات حول الوضع في غزة
انفجرت عقود من القمع والنزاع والحصار الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة، ، منذ عام 2007، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما هاجمت حماس إسرائيل على نطاق واسع. وفي المقابل، شنت إسرائيل هجمات واسعة النطاق على غزة.
في غزة، تعرضت المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى للهجوم وأمسى الكثير منها خارجًا عن الخدمة. تفرض إسرائيل حصارًا على غزة، يُحرم على إثره الناس من الحصول على الكهرباء أو الغذاء أو الماء أو المواد الطبية. يحاول الناس البقاء على قيد الحياة في ظروف في غاية الصعوبة.
ندعو إلى وقف إطلاق النار فورًا وبشكل غير مشروط، إذ قُتل وجُرح الآلاف ولم يتبقّ أي مكان آمن في غزة اليوم.
تعدّ أنشطتنا في غزة محدودة للغاية، إذ أنّنا قد أصبحنا غبر قادرين على تنسيق أنشطتنا أو مشاريعنا بالشكل المعتاد كما كانت عليه قبل الحرب نظرًا لشدة القصف وعدم القدرة على التنبؤ به وعدم القدرة على الحصول على إمدادات جديدة.
وفي حين أنّ معظم زملائنا الفلسطينيين كانوا قد توجهوا إلى جنوب القطاع، اختار بعض الأطباء والممرضين البقاء في شمال غزة حيث يواصلون تقديم الدعم للأشخاص المصابين ويشمل ذلك بعض المرافق التي تدعمها أطباء بلا حدود وبالتعاون مع طواقم الرعاية الصحية المحلية. يقدّم بعض زملائنا الرعاية في مستشفى الشفاء ومستشفى الناصر ومستشفى القدس.
وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني، دخل فريق جديد تابع لمنظمة أطباء بلا حدود مكون من 15 شخصًا – يتألف من جراحين وأطباء تخدير واختصاصيين في العناية المركزة، مع بعض التنسيق والدعم اللوجستي – إلى جنوب غزة من مصر عبر معبر رفح. وينحدر أعضاء الفريق من عدة بلدان المختلفة من جميع أنحاء العالم.
وفي الوقت الحالي، سيتواجد فريقنا في جنوب قطاع غزة لدعم المستشفيات الموجودة هناك. وما لم توافق القوات الإسرائيلية على وقف إطلاق النار الذي طالبنا به مرارًا وتكرارًا، فإننا ندرك أن قدرتنا على التحرك في القطاع ستكون مقيّدة بشكل كبير.
ندعم كذلك السلطات الصحية المحلية بتبرعات من مخزوننا الطبي حيث نتمكّن من القيام بذلك. ففي 18 أكتوبر/تشرين الأول تبرعنا بمخزون طبي تبلغ قيمته مليون دولار أمريكي يشمل كل ما تبقى لدينا من أدوية ومعدات طبية إلى مستشفى الشفاء.
يعمل فريقنا المتواجد خارج القطاع بجد على إعداد الإمدادات الطبية والإنسانية لإرسالها إلى غزة عندما يكون الوصول الآمن مضمونًا ومفتوحًا.
تلتزم أطباء بلا حدود بدعم الأشخاص المتضررين جراء القصف الإسرائيلي العنيف والهجمات العشوائية على غزة، ونتضامن مع العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى في غزة.
في الضفة الغربية، نواصل إدارة أنشطة تركز على الرعاية الطارئة ورعاية الصحة النفسية في الخليل ونابلس وجنين.
الخليل: تم تعليق عمل عياداتنا المتنقلة في مناطق مسافر يطا حاليًا. لذلك، فقد قام فريقنا بإعداد مجموعات طبية تحتوي على الأدوية لتوزيعها على نحو 40 مريضًا لدى منظمة أطباء بلا حدود يعانون من أمراض مزمنة.
أجرى فريقنا الطبي تقييمات هاتفية بين السكان الفلسطينيين والنازحين، حيث قام بإحالة الأشخاص الذين يحتاجون إلى خدمات طبية أو نفسية أو اجتماعية. ويواصل الأشخاص والمجموعات المتضررة تقديم خدمات الصحة النفسية، علمًا أنّه يتم تقديم معظمها عن بعد.
يُشار إلى أنّنا قد قدمنا تبرعات من المعدات والمجموعات الطبية لمستشفى عالية، وإلى نقاط الاتصال المجتمعية في بيت عمر، الرشايدة، ومركز رعاية الطوارئ في أم الخير.
نابلس: تُجري فرقنا جلسات الإسعافات النفسية الأولية في ثلاث مناطق في نابلس وطوباس وقلقيلية.
جنين: تعمل فرقنا في مستشفى جنين على توفير رعاية الطوارئ ورعاية الإصابات البالغة للأشخاص المصابين جراء القصف والتوغلات التي تقوم بها القوات الإسرائيلية بشكل شبه يومي، وخصوصًا في مخيم جنين للاجئين.
وتبرعنا بسيارة توك توك للسماح للمسعفين المحليين بنقل المرضى المصابين إلى المستشفى، إذ غالبًا ما تغلق القوات الإسرائيلية مدخل مخيم اللاجئين ولا تسمح لسيارات الإسعاف بالمرور. تبرعنا أيضًا بالأدوية والمعدات لسبع عيادات، استعدادًا للولادات الطارئة في حال عدم تمكن النساء الحوامل من الوصول إلى المستشفى.
مازال أكثر من 400 من سكان غزة الذين كانت لديهم تصاريح عمل في إسرائيل محتجزين في خمسة مراكز احتجاز في جنين. تقدم فرقنا الدعم النفسي لأولئك الذين عانوا من انهيار نفسي بعد أن علموا بمصير أسرهم في غزة. نوفّر كذلك الأدوية للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة في مراكز الاحتجاز ونعمل على نقلهم إلى المراكز الصحية.
وفي مخيمي نور شمس وجنين للاجئين، تبرعنا بمجموعات الإسعافات الأولية للمسعفين المتطوعين.
لدينا فرق على أهبة الاستعداد في مصر لإرسال الإمدادات الطبية إلى غزة.
نحن على تواصل مع السلطات المصرية والمنظمات ذات الصلة في مصر لبدء الأنشطة في مصر إذا لزم الأمر كذلك.
وصفت فرقنا الوضع في غزة على أنّه “مروّع” و”كارثي”. فالمستشفيات التي ما زالت تعمل أصبحت مستنزفة وتعمل بالكاد في هذه المرحلة. فقد أبلغ مستشفى الشفاء عن انقطاع الكهرباء ونفاد المياه والطعام. كما أمست الإمدادات الطبية شحيحة. تُجري فرقنا في مستشفى الشفاء حاليًا عمليات جراحية بدون استخدام مواد التخدير ومسكنات الآلام. ويعد الاتصال مع موظفينا متقطعًا، إذ نفقد الاتصال بهم باستمرار.
تتعرض المستشفيات والمناطق المحيطة بها وسيارات الإسعاف للهجوم. ويخاطر المرضى، بمن فيهم أولئك الذين يعانون من حالات حرجة، بحياتهم إما بالتنقل أو بالبقاء، وقد يتعرضون في كلتا الحالتين إلى خطر الموت من دون علاج.
تفرض الحكومة الإسرائيلية حصارًا بلا ضمير على القطاع، يشمل منع الغذاء والمياه والوقود والكهرباء. وفي جنوب القطاع، يتكدس مئات آلاف الأشخاص في منطقة صغيرة، ما يزيد بشكل كبير من احتمال تفشي الأمراض. ويحرم الناس من الاحتياجات الأساسية على غرار المياه والطعام والأدوية والمآوي المحمية. ونتيجة للحصار، بلغ النقص في مياه الشرب مستويات حرجة وأصبح السكان في جميع أنحاء غزة يشربون المياه المالحة.
إنّ القصف في غزة لا هوادة فيه، فقد قتل أحد زملائنا، محمد الأهل وهو تقني مختبر، في 6 نوفمبر/تشرين الثاني عندما قصفت المنطقة المجاورة لمنزله. وما زال الناس محاصرين، في حين لا يتمكّن أولئك الذين يرغبون في المغادرة من القيام بذلك. إذ لم يتبقّ أي مكان آمن في غزة.
في بلدات الضفة الغربية، يشهد الناس انفجارًا في أعمال العنف ضدهم. وقد تعرضت مدينة جنين على وجه الخصوص لأضرار بالغة، حيث أدت التفجيرات والتوغلات التي قامت بها القوات الإسرائيلية في مخيم اللاجئين إلى مقتل وجرح عشرات الأشخاص.
وفي جنين، أبلغت فرقنا عن علاج المرضى الذين ظهرت عليهم علامات التقييد والضرب، على يد القوات الإسرائيلية، حسبما ورد.
وقد شهدت فرقنا الطبية في مستشفى جنين إطلاق القوات الإسرائيلية النار على المستشفى نفسه، بينما عالجت أيضًا الطواقم الطبية التي أطلق الجنود النار عليها بينما كانوا لا يزالون في سيارة الإسعاف. كذلك،
يُشار إلى أنّ القوات الإسرائيلية تمنع سيارات الإسعاف من التحرك، وتغلق المداخل المؤدية إلى مخيم اللاجئين.
يجب أن تتوقف هذه الهجمات على الرعاية الطبية.
أمّا في الخليل، فقد تم تهجير العائلات بعد أعمال العنف التي ارتكبها المستوطنون والقوات الإسرائيلية، والتي تشمل حرق منازلهم.
ندعو إلى:
- وقف إطلاق النار بشكل فوري وغير مشروط لإنقاذ حياة الغزيين واستعادة تدفق المساعدات الإنسانية.
- رفع الحصار للسماح بعبور الإمدادات الإنسانية بشكل مستمر ومتزايد إلى غزة.
- حماية المدنيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية ومرافق الرعاية الصحية في كلا الجانبين وفي جميع الأوقات، فالمستشفيات وسيارات الإسعاف ليست أهدافًا.
- توفّر الضمانات الأمنية الأساسية التي تسمح لطواقمنا بالتنقل لتقديم الخدمات الإنسانية والطبية.
- حصول جميع الأشخاص الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية عليها، بما في ذلك المرضى والجرحى.
- السماح للسكان بالوصول إلى الإمدادات الأساسية كالطعام والمياه والمرافق الطبية بشكل آمن.
- السماح بدخول الإمدادات الإنسانية الأساسية إلى قطاع غزة بشكل متزايد، ولا بد من السماح بوصول الأدوية والمعدات الطبية والطعام والوقود والمياه.
- إتاحة فرصة المغادرة لكل من يرغب في ذلك من دون المساس بحق العودة.
- وضع حد لأعمال العنف التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية والتهجير القسري للفلسطينيين في الضفة الغربية.
- التوقف عن التدابير التقييدية التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية في الضفة الغربية والتي تعيق قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الطبية.
التحرك من اجل غزة
تصريحات
الدكتور أحمد الدخيري المدير التنفيذي لمكتب أطباء بلا حدود الإقليمي في لبنان يصف الوضع في غزة على قناة القاهرة الإخبارية "زملائنا يقومون بإجراء عمليات جراحية على ضوء الهاتف، الممرات في المستشفى ممتلئة بالجرحى والمصابين، هذا هو الوضع الإنساني الكارثي في غزة!"