التحرك من اجل غزة
بيروت في 4 كانون الأول 2023 – كما في اغلب عواصم العالم، نقف في اليوم الذي خصصته منظمة أطباء بلا حدود للتحرك من أجل عزة، ومن بيروت، لنطلق صرخة الى كل المعنيين بضرورة العمل على تأمين وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة. على الحكومة الإسرائيلية أن تتوقف عن شن الحرب على المدنيين الفلسطينيين والقيام بعمليات التهجير القسري والاعتداءات على المستشفيات والطواقم الطبية أن تتوقف. ويجب أن يتوقف الحصار والقيود الاسرائيلية المفروضة على المساعدات الآن.
منذ بداية العدوان الاسرائيلي الشامل ومن دون تمييز على الفلسطينيين في غزة، أظهرت إسرائيل ازدراءً صريحًا وكاملًا لقوانين الحرب، من مبدأ حماية المرافق الطبية في قطاع غزة، الى عدم السماح بوصول المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية. إن منظمة أطباء بلا حدود شاهدة على تعرض العديد من المرافق الطبية لقصف جوي وارضي إسرائيلي، ووضع مرافق أخرى تحت الحصار او كانت عرضة للاقتحام مما أدى إلى مقتل العديد من المرضى والموظفين الطبيين. انهار النظام الصحي في غزة. أكثر من 14,000 شخص قتلوا، نصفهم أطفال، وفقًا لسلطات الصحة في غزة. هذا يمثل شخصًا واحدًا من بين كل 200 شخص في غزة. عشرات الآلاف مصابون. العائلات تحفر بأيديها لاستخراج أحبائهم المتوفين من تحت الأنقاض. وفقًا للأمم المتحدة، تم نزوح ما لا يقل عن 1.7 مليون شخ وقد أُمر هؤلاء المدنيون بالتحرك قسراً جنوباً، لكن إسرائيل قصفت تلك المنطقة ايضاً. وهكذا لا يوجد مكان آمن في غزة.
غزة، التي تخضع لحصار مفروض من قبل إسرائيل منذ عام 2007، هي حقًا أكبر سجن في الهواء الطلق في العالم. منذ بداية حملتها العسكرية، فرضت حكومة إسرائيل “حصارًا كاملاً” على غزة، محظرة دخول المياه والطعام والوقود والإمدادات الطبية للمدنيين البالغ عددهم 2.3 مليون شخص الذين يعيشون في هذا القطاع المحاصر. مؤخرًا، قامت منظمة أطباء بلا حدود بإرسال فريق طوارئ دولي إلى قطاع غزة لدعم زملائنا الفلسطينيين في تعزيز القدرات الطبية والجراحية في المرافق الصحية. للأسف، تم تقييد أنشطتهم بشكل كبير بسبب حجم الضحايا، وتدمير البنية التحتية، ونقص الإمدادات الأساسية مثل الوقود وعدم الاستقرار المستمر. نحن نرغب في أن نكون قادرين على القيام بالكثير من خلال الدعم والمساعدة، ولكن اليوم هذا الأمر شبه مستحيل بسبب الحصار ودمار البنية التحتية. لقد قتل ثلاثة من موظفي منظمة أطباء بلا حدود، وفقد العديد منهم أفراد أسرهم. وقد أصيب العديد من زملائهم الآخرين، وأفادت منظمات إنسانية أخرى بمقتل العديد من موظفيها. إن إخضاع مجتمع بأكمله للعقوبات الجماعية يُعتبر جريمة حرب وفقًا للقانون الإنساني الدولي. حتى الحروب لديها قواعد، لكن من الواضح أن إسرائيل تبدّي عقيدتها العسكرية القائمة على عدم التناسب.
على الرغم من أن هدنة الأيام السبعة كانت أولى مؤشرات الإنسانية في دوامة العنف التي عصفت بغزة لأسابيع، إلا أنها ليست الحل. أي هدنة تمنح لشعب غزة هو مرحب بها، خاصة إذا ما منحهم الوصول إلى الإمدادات الطبية والغذاء والماء. لكن الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار هو السبيل الوحيد حاليا للحدّ من مقتل آلاف آخرين من المدنيين والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها. وتدعو أطباء بلا حدود إلى إنشاء آلية مستقلة للإشراف على التدفّق الكافي للإمدادات الإنسانية إلى غزة.
يجب على الهجمات العشوائية والمتواصلة أن تتوقف الآن. ويجب على عمليات التهجير القسري أن تتوقف الآن.
يجب على الاعتداءات على المستشفيات والطواقم الطبية أن تتوقف الآن. ويجب على الحصار والقيود المفروضة على المساعدات أن تتوقف الآن. يجب أن يتوقف كلّ هذا الآن.