وصلت فرق منظمة أطباء بلا حدود إلى المغرب وتقوم حاليًا بتقييم الاحتياجات

وصلت فرق منظمة أطباء بلا حدود إلى المغرب وتقوم حاليًا بتقييم الاحتياجات

تُعرب منظمة أطباء بلا حدود عن بالغ حزنها إزاء الأخبار المأساوية عن الزلزال الذي ضرب المغرب والعدد الكبير من الضحايا الذي سُجل حتى الآن. ليس لمنظمة أطباء بلا حدود حضور في المغرب، لكننا نجري اتصالات مع السلطات المحلية لإرسال فرقنا على الفور إلى المغرب لتقييم الاحتياجات المحلية وما إذا كانت هناك حاجة إلى دعمنا.

وكما هو الحال مع جميع الزلازل، فإن البحث عن الأشخاص المدفونين تحت الأنقاض هو الأولوية، وغالباً ما يتم التعامل مع هذه المرحلة من خلال التضامن المحلي. كما يجب إعادة إنشاء الاتصالات وطرق الإمداد على وجه السرعة، لأن هذه هي المتطلبات الأساسية لإيصال مواد الإغاثة من خارج المناطق المتضررة.  وفي مثل هذا السياق، نحتاج إلى رعاية الجرحى والقيام بالأعمال الطبية بسرعة كالجراحة أو غسيل الكلى، والتي يمكن أن تشكل تحدياً عندما تتأثر القدرات الصحية المحلية بشدة بفعل الكارثة. وكذلك يمكن أن يكون إصلاح الخدمات الصحية وتوزيع السلع الأساسية من الأولويات. لذلك سيعتمد تدخلنا على نتائج هذه التقييمات الأولية على الأرض.

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on print
Print

لبنان: الأنشطة الطبية لمنظمة أطباء بلا حدود في أعقاب الاشتباكات في مخيم عين الحلوة

لبنان: الأنشطة الطبية لمنظمة أطباء بلا حدود في أعقاب الاشتباكات في مخيم عين الحلوة

في أعقاب الاشتباكات التي اندلعت في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قبل بضعة أسابيع، بادرت أطباء بلا حدود لتوفير المساعدة الطبية وغير الطبية للسكان. خلّفت الاشتباكات إصابات كثيرة وألمًا جليًا يعكس الحاجة إلى تعزيز الدعم الطبي والإنساني في المخيم.

منذ الساعات الأولى من الاشتباكات، استجابت فرقنا للاحتياجات المتزايدة للسكان، فتبرعت بأكثر من 150 مجموعة من البطانيات والفرشات للعائلات التي تركت منازلها بفعل العنف. في الوقت نفسه، زدنا دعمنا بشكل تدريجي للمرافق الصحية المحلية والعاملين في الصحة المجتمعية، فوفرنا حوالي طن من المجموعات والإمدادات الطبية لتعزيز قدرتهم على الاستجابة لارتفاع أعداد الجرحى.

بعد توفير الدفعة الأولى من التبرعات الطبية كاستجابة فورية للاشتباكات الأخيرة، أرسلنا دفعة ثانية إلى الجهات الفاعلة الصحية في المخيم لتعزيز قدرتها على الاستجابة في حال تجدّدت الاشتباكات. يمثل دعم الصحة النفسية الحاجة الألحّ لسكان المخيم، فالظروف المعيشية في المخيم صعبة أساسًا، وقد جاءت الاشتباكات لتزيد من المعاناة التي يقاسونها يوميًا
رئيس بعثة أطباء بلا حدود في لبنان، جوليان رايكمان

مع هدوء الوضع، نُشر فريق من الممرضين والأطباء والمسعفين في مواقع مختلفة في المخيم لتوفير الرعاية الطبية المجانية للسكان الأكثر حاجة إليها. وفي هذا الصدد، تشرح د. تمارا شحادي، وهي الطبيبة المسؤولة عن الاستجابة في أطباء بلا حدود، “وفّرنا خدمات العناية بالجروح للجرحى، والعلاج للمصابين بأمراض مزمنة وغير معدية، والخدمات والجلسات النفسية لأكثر من 80 شخصًا تواجدوا في العيادة”. تحقق ذلك بالتعاون مع الشركاء المحليين والمرافق الصحية في المخيم حيث عملت أطباء بلا حدود بين عامي 2011 و2020 وأنشأت شبكة من المعارف.

وتضيف د. شحادي، “استقبلنا مرضى يعانون من أعراض الصدمة الشديدة. وأخبرنا الكثيرون عن الصعوبات التي واجهوها لتلقي الرعاية الصحية، لا سيما الرعاية النفسية في المخيم وخارجه”.

ورغم توقف الاشتباكات في عين الحلوة، يبقى الوضع مشحونا. توقفت أنشطتنا الطبية المباشرة في المخيم، لكننا نبقى ثابتين في التزامنا بتوفير الدعم متى دعت الحاجة إليه من جديد.

يقع مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان على مقربة من مدينة صيدا، ثالث أكبر المدن في البلاد، وقد شهد عدة اشتباكات خلال السنوات الأخيرة. يزيد الاندلاع المتقطع لهذه الاشتباكات من تحديات السكان الذين يواجهون أساسًا مصاعب كثيرة. يُذكر أن الاشتباكات الأخيرة في أواخر يوليو/تموز أسفرت عن مقتل أكثر من 12 شخصًا وإصابة أكثر من 60 آخرين.

حول أطباء بلا حدود في لبنان

منظمة أطباء بلا حدود هي منظمة طبية إنسانية دولية ومستقلة تقدم المساعدة الطارئة للمتضررين من النزاعات المسلحة والأوبئة والكوارث الطبيعية والحرمان من الرعاية الصحية في نحو 70 بلدًا في العالم. تقدّم منظمة أطبّاء بلا حدود المساعدات إلى السكان بصرف النظر عن العرق أو الدين أو الجندر أو الانتماء السياسي. بدأت أطباء بلا حدود العمل في لبنان عام 1976 خلال الحرب الأهلية، إذ أرسلت فرقًا طبية إلى بيروت وجنوب لبنان، وكانت تلك المهّمة الأولى لأطباء بلا حدود في منطقة نزاع مسلّح. تقدم أطباء بلا حدود اليوم الرعاية الطبية المجانية في مواقع مختلفة وتضمّ طواقمها في لبنان أكثر من 600 موظف.

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on print
Print

فرق أطباء بلا حدود تلحظ ارتفاعاً مقلقاً في عدد مرضى الحصبة في اليمن

فرق أطباء بلا حدود تلحظ ارتفاعاً مقلقاً في عدد مرضى الحصبة في اليمن

على مدى السنوات الثلاث الماضية، زادت بشكل كبير أعداد الأطفال المصابين بالحصبة والذين أُدخلوا إلى المستشفيات المدعومة من قبل منظمة أطباء بلا حدود في اليمن. ففي النصف الأول من عام 2023 فقط، شهدت فرقنا ارتفاعًا بعدد مرضى الحصبة بلغ ثلاثة أضعاف، مقارنة بعام 2022 بأكمله، حيث تم استقبال وعلاج 4000 مصاباً بالحصبة في مختلف أنحاء البلاد. وبالنظر إلى الأثر الذي خلّفته أكثر من ثمان سنوات من النزاع، والمصاعب الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، فإن ما نراه ليس سوى غيض من فيض.

في عام 2022، قرعنا ناقوس الخطر بشأن ارتفاع سوء تغذية لدى الأطفال في اليمن – وهي حالة إذا وُجدت- فإنها تفاقم أعراض الأمراض الأخرى، بما فيها الحصبة، وتزيد من مضاعفاتها. فسوء التغذية يسبب ضعف الجهاز المناعي، ما يجعل الأطفال، وخاصة أولئك الذين لم يتم تطعيمهم، أكثر عرضة للإصابة بالحصبة وتأثيرها الفتاك.

ويمكن الوقاية من كلا الحالتين، أي سوء التغذية والحصبة. إذ أنهما تدلان على نقص الرعاية الصحية الأساسية وسوء الظروف الاقتصادية التي يعاني منها الناس في اليمن. وقد كان لهذه العوامل تأثير كبير على حياة أشخاص مثل عائشة وابنها عبد الله البالغ من العمر ثلاث سنوات.

تقول عائشة عن ابنها عبد الله، الذي دخل مستشفى عبس العام في محافظة حجة: “كان عبد الله يعاني من آلام في الحلق وحمى شديدة واحمرار في العينين؛ ثم ظهر على جسده طفح جلدي أحمر متبقع”.

وتضيف عائشة، “عندما أخذته إلى العيادة، قال الطبيب أنه مصاب بالحصبة مع مضاعفات، وسيحتاج إلى دخول المستشفى. كان عبد الله قد تلقى بالفعل بعض اللقاحات، لكن كان ينقصه لقاحات أخرى، وكان من الصعب الاستمرار في الذهاب إلى العيادة. كانت وسائل النقل إما غير متوفرة أو مكلفة للغاية. لذلك، لم نغطّي جميع لقاحاته.”

والحصبة هي مرض فيروسي شديد العدوى يمكن أن ينتشر بسهولة في الأماكن المكتظة بالسكان. ويؤثر في الغالب على الأطفال دون سن الخامسة وهو خطير بشكل خاص على أولئك الذين يعانون من ظروف صحية أو مضاعفات كامنة. وعلى الرغم من أنه مرض يحتمل أن يكون مميتاً، إلا الوقاية منه ممكنة من خلال اللقاحات.

فالمصاعب الاقتصادية، التي فاقمتها سنوات من النزاع العنيف، تجعل من الصعب للغاية على الناس في المناطق النائية دفع ثمن الوقود أو المواصلات لنقل أطفالهم إلى المستشفى عند الحاجة. ومما يزيد الأمر سوءاً عدم وجود حملات تطعيم، ومحدودية مرافق الرعاية الصحية العامّة التي تعمل بفعالية، وتكون ميسورة التكلفة، مما يجبر الناس على السفر إلى أماكن أبعد للحصول على العلاج اللازم. ونتيجة لذلك، غالباً ما يصل المرضى إلى المستشفيات التي تدعمها أطباء بلا حدود ولديهم مضاعفات، بما في ذلك الحصبة في مرحلة متقدمة، والتي كان من الممكن تجنبها من خلال الرعاية الوقائية مثل التطعيم أو بالوصول إلى الرعاية الطبية في الوقت المناسب.

وبينما يصعب تحديد جميع العوامل التي تفاقم التحديات فيما يخص التصدّي للحصبة والأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها، فمن الواضح أن الفجوات الرئيسية في التطعيم الدوري ومحدودية الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية الأساسية تلعب دوراً رئيسيا في الزيادة الكبيرة في عدد المرضى المصابين بالحصبة الذين نستقبلهم في عياداتنا.

ويقول إسحاق ألكالدي، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن: “في عام 2020، شهدنا انخفاض عدد مرضى الحصبة في عياداتنا من 731 في عام 2019 إلى 77 فقط. قد نعزو ذلك إلى حملة التطعيم الضخمة التي نفذت في عام 2019”.

ويضيف: “ومع ذلك، فإن محدودية أنشطة التطعيم في السنوات التالية، إلى جانب التحديات في الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، من المحتمل أن تكون السبب في هذه الزيادة، ففي عام 2021، ارتفع هذا الرقم إلى 762 مريضاً بالحصبة. لكن الزيادة الهائلة التي شهدناها هذا العام لا يمكن تجاهلها – فقد تضاعف عدد الحالات ثلاث مرات تقريباً، ليصل إلى ما يقرب من 4000 حالة، ما زاد من الضغط على المرافق الطبية، التي تعاني بالفعل من العبء الزائد.

هذه ليست مجرد أرقام نتحدث عنها – إنها حياة أطفال
إسحاق ألكالدي، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن

ولسوء الحظ، هذه الزيادة الهائلة في عدد حالات الحصبة ليست مشكلة معزولة أو خاصّة في منطقة معينة. حيث شهدت فرقنا الطبية على ازدياد أعداد مرضى الحصبة والأثر المدمر للمرض في محافظات عمران وصعدة وحجة وإب والحديدة وتعز ومأرب وشبوة.

كما سلطت وكالات الأمم المتحدة الضوء على الزيادة الحادة في الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات في اليمن، مشيرة إلى أن البلاد سجلت أكثر من 22000 حالة حصبة في عام 2022، بما في ذلك 161 حالة وفاة.

وبحلول أبريل/نيسان من هذا العام، سُجلت بالفعل 16114 حالة. كما أن حالات الإصابة بالدفتيريا والسعال الديكي آخذة في الارتفاع، وكذلك الوفيات الناجمة عن كل مرض.

ومن أسباب هذا النقص في التحصين العقبات اللوجستية، بما في ذلك بعض القيود المفروضة على الإمدادات الإنسانية، بالإضافة إلى العدد المحدود للمرافق الصحية القادرة على توفير اللقاحات، فضلاً عن غياب التثقيف الصحي لتسليط الضوء على الدور الأساسي الذي تلعبه اللقاحات في حماية الناس من أمراض مثل الحصبة.

في بعض المراكز الصحية التي ندعمها، قمنا بتكييف أنشطتنا لتلبية الاحتياجات المتزايدة. على سبيل المثال، منذ أن بدأنا استجابتنا للحصبة في محافظة البيضاء، رأينا ما مجموعه 1784 حالة بين منتصف فبراير/شباط ويونيو/حزيران 2023. كان ما يقرب من 52 في المئة من الحالات معقدة، بينما تم تطعيم 12 في المئة فقط من هؤلاء المرضى قبل الدخول، مما يقدم صورةً محزنة لانخفاض مستوى التطعيم.

وقد قامت فرقنا بتوسيع وحدة عزل الحصبة في مستشفى عبس لرعاية العدد المتزايد من المرضى. وفي مستشفى القناوص للأم والطفل، في محافظة الحديدة، كان أكثر من نصف المرضى الذين تم إدخالهم إلى جناح الأطفال من الأطفال المصابين بالحصبة، بعد أيام فقط من افتتاحه في مايو/أيار 2023.

وبالمثل، بسبب الزيادة الكبيرة في الحالات في المخا بمحافظة تعز برزت الحاجة إلى فتح جناح عزل جديد مخصص للحصبة في أبريل/نيسان 2023. في خمر وحيدان، كان 35 في المئة و41 في المئة (على التوالي) من المرضى الذين تم إدخالهم إلى وحدة طب الأطفال يعانون من الحصبة. والخيط المشترك في هذه المواقع المختلفة هو ارتفاع معدل انتشار حالات الحصبة، إلى جانب انخفاض مستوى التحصين بشكل مثير للقلق.

حقيقة أن الحصبة معدية للغاية، وتشكل خطراً مميتاً على الكثيرين، تعني أن التدابير الوقائية لأولئك الذين أصيبوا بالحصبة، مثل العزل، هي مفتاح الحل. وفي مختلف المحافظات التي تعالج فيها أطباء بلا حدود الحصبة في اليمن، سمعنا من آباء وأمهات يتعرفون على أعراض الحصبة، ويعملون على حماية أطفالهم وأطفال جيرانهم.

كان هذا هو الحال مع ليال وشقيقها حسين، اللذين أحضرتهما والدتهما إلى مستشفى رداع في البيضاء.

وتقول والدة ليال وحسين: “في بداية الأمر، كانت ليال قد اختلطت مع بعض أقاربنا، ثم عندما بدأت تظهر عليها أعراض مثل الحمى والطفح الجلدي، عزلت شقيقها”. وتضيف، “لكن لسوء الحظ، كان قد أصيب بالفعل بالمرض، وبدأت الأعراض تظهر عليه. ولكن بفضل الله، نقلتهم إلى المستشفى في وقت مبكر بما فيه الكفاية وتماثلوا للشفاء. أدرك أن الحصبة يمكن أن تنتشر بسرعة، ويمكن أن تؤثر أيضاً على الأطفال الآخرين في الحي، ولهذا السبب كنت قلقة في البداية”.

تتطلب معالجة هذه الأزمة الصحية الخطيرة استجابة شاملة ومنسقة. ولحماية الأطفال اليمنيين من خطر الحصبة، من الضروري تعزيز التدابير الوقائية والمشاركة المجتمعية بالتوازي مع علاج الحالات. يجب على السلطات المحليّة، إلى جانب الجهات الإنسانية والصحية الفاعلة في اليمن، ضمان توفر اللقاحات في المرافق الصحية، وزيادة إمكانية وصول المرضى إلى مرافق الرعاية الصحية العامة وتمكينها، وتحسين مسارات الإحالة وتقوية الوعي الصحي المجتمعي.

بدأت منظمة أطباء بلا حدود العمل لأول مرة في اليمن في عام 1986 وهي موجودة في البلاد بشكل مستمر منذ عام 2007. تعمل فرقنا في 11 مستشفى وتقدم الدعم لـ 16 مرفق صحي آخر في 13 محافظة. في عام 2022، استقبلنا أكثر من 108000 شخص للرعاية في المستشفيات، وقدمنا أكثر من 71000 استشارة للمرضى الخارجيين، وأكثر من 36000 تدخل جراحي، وساعدنا في أكثر من 35000 ولادة.

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on print
Print

تعاون بين أطباء بلا حدود وبوزيتيف أون غلوكوز لتمكين مرضى السكري وتعزيز مبادرات الرعاية الصحية الشاملة والمستدامة

تعاون بين أطباء بلا حدود وبوزيتيف أون غلوكوز لتمكين مرضى السكري وتعزيز مبادرات الرعاية الصحية الشاملة والمستدامة

[بيروت، ٣ آب ٢٠٢٣] – تعلن أطباء بلا حدود عن تعاونها مع جمعية بوزيتيف أون غلوكوز المحلية التي تُعنى بدعم مرضى السكري في لبنان عبر إنشاء مجموعات دعم، وتعزيز إمكانيات الوصول المجاني إلى مصادر المعلومات الأساسية في إدارة المرضى لحالاتهم، والدفاع عن حقوقهم في الوصول إلى الأدوية اللازمة. يهدف هذا التعاون إلى إعطاء الأولوية لاحتياجات المصابين بمرض السكري عبر التعاون مع المجتمع وتوفير خدمات رعاية صحية تحاكي متطلبات المرضى بشكل ميسر وفعال وميسور التكلفة.

يسرّنا أن نوحّد جهودنا مع جمعية بوزيتيف أون غلوكوز. فعلى مدى أكثر من عقد، وفرت أطباء بلا حدود العلاج والرعاية الطبية للمصابين بأمراض مزمنة، لا سيما في بعلبك الهرمل وطرابلس وجنوب بيروت. وفي عام 2022 فقط، تلقى 28,745 شخصًا العلاج في مرافق أطباء بلا حدود. بالاستفادة من خبرة أطباء بلا حدود المكثفة في توفير الرعاية الطبية الشاملة وتفرّغ جمعية بوزيتيف أون غلوكوز لدعم مرضى السكري في المجتمع، ستترك هذه الشراكة أثرًا طويل الأمد في حياة مرضى السكري في لبنان
رئيس بعثة أطباء بلا حدود في لبنان، مارسيلو فيرناندز

من جهتها، ستعمل بوزيتيف أون غلوكوز بشكل وثيق مع أطباء بلا حدود لتنظيم جلسات دعم أقران للمرضى وتوفير دورات تدريبية وورش عمل للطواقم الصحية. ويشرح د. فرنانديز، “ستُعقد الجلسات للمصابين بمرض السكري لتعزيز فهم احتياجاتهم ومخاوفهم، ما يساعد على تحديد مجالات تحسين أو تعديل في توفير الرعاية الصحية والاستجابة للاحتياجات بشكل أفضل”.

أما تدريبات الموظفين، فستسلط الضوء على إدارة مرض السكري من منظور غير طبي لتعزيز فهم المتخصصين الصحيين بهذا الجانب وتمكينهم من تحديد تحديات أخرى كالعقبات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، لا سيما أنّ شمل هذه المهارات يزيد من فعالية الرعاية المقدمة.

يشمل التعاون مبادرات دعم الأقران التي تعدّ جزءًا أساسيًا من ورش العمل والأنشطة. وبحسب مؤسسة جمعية بوزيتيف أو غلوكوز، سيرين فرحات، “توفر برامج دعم الأقران حيّزًا يجمع بين مرضى السكري ليتواصلوا ويدعموا بعضهم ويتبادلوا الخبرات والتحديات واستراتيجيات التأقلم. لا تزودهم ورش العمل والأنشطة التعليمية بالأدوات والمعرفة اللازمة لإدارة حالتهم بفعالية فحسب، بل تمكّنهم أيضًا من أن ينهضوا بأنفسهم وبغيرهم من مرضى السكري لتعزيز فرص وصولهم إلى الأدوية في الوقت المناسب وبأسعار ميسورة.

وتضيف، “لأن جوهر التعاون يكمن في بذل جهود المناصرة ويركز على التجارب الشخصية، أؤمن أنه سيحدث فرقًا كبيرًا في مشهد الرعاية الصحية لمرضى السكري في لبنان”.

يساهم هذا التعاون في إحراز تقدم تجاه اعتماد حلول شاملة في مجال الرعاية الصحية التي لا تقتصر على تجاوز التحديات الطبية فحسب، بل تتطرق أيضًا إلى جوانب أخرى تصعّب حياة المصابين بأمراض مزمنة. ترى منظمة أطباء بلا حدود أن الجهد والمبادرة المشتركة يمثلان تقدمًا نحو تعزيز التعاون المحلي وتمتين شبكات دعم المجتمع.

حول منظمة أطباء بلا حدود في لبنان:

أطباء بلا حدود هي منظمة مستقلة تُعنى بالشأن الطبي والإنساني وتوفر الرعاية الصحية والمجانية لمن يحتاجها من دون أي تمييز. بدأت أطباء بلا حدود العمل في لبنان عام 1976، وتعمل فرقها في البلد من دون انقطاع منذ عام 2008.

تعمل أطباء بلا حدود في سبعة مواقع في لبنان، وتوفر الرعاية الطبية المجانية للمجتمعات الأكثر حاجة من اللبنانيين واللاجئين والعمال المهاجرين. توفر المنظمة الرعاية النفسية ورعاية الصحة الجنسية والإنجابية والرعاية الطبية للأطفال وتؤمّن اللقاحات والعلاجات للأمراض غير المعدية مثل مرض السكري. وفي عام 2022، عالجنا 28,745 شخصًا مصابًا بالأمراض المزمنة. يضمّ فريق أطباء بلا حدود في لبنان أكثر من 700 شخص ويوفر نحو 150 ألف استشارة طبية كل عام.

حول منظمة بوزيتيف أون غلوكوز:

جمعية بوزيتيف أون غلوكوز هي منظمة لبنانية لا تتوخى الربح أسستها سيرين فرحات إثر معاناتها من مرض السكري من النوع الأول. توفر الجمعية التثقيف واستراتيجيات الوقاية وأدوات الإدارة والدعم للمجتمع والمناصرة للمصابين بمرض السكري. يكمن هدفها الرئيسي في تعزيز الوعي وتقديم الموارد التعليمية وتعزيز الكشف المبكر عن المرض والوقاية منه. تسعى الجمعية أيضًا إلى تعزيز الإحساس بالانتماء من خلال تنظيم الفعاليات وإنشاء مجموعات الدعم والمنتديات عبر الإنترنت، وتدعو إلى اعتماد سياسات وموارد أفضل كتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية وتوفير الأدوية بأسعار معقولة وزيادة التمويل للبحوث.

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on print
Print

أطباء بلا حدود تناشد لعدم عزل شمال غرب سوريا إنسانيًا

أطباء بلا حدود تناشد لعدم عزل شمال غرب سوريا إنسانيًا

اعرف المزيد عن القرار رقم 2672 المتعلّق بنقل المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى شمال غرب سوريا

Published on تموز 6, 2023

(عمان)، 5 يوليو/تموز 2023 – تدعو منظمة أطباء بلا حدود مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى تجديد القرار رقم 2672 المتعلّق بنقل المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى شمال غرب سوريا. فمن الضروري ضمان تعزيز الوصول الإنساني إلى السكان في شمال غرب سوريا، بجميع السبل المتاحة ونقاط العبور المتوفرة وتوسيع نطاقه والحرص على استدامته بشكل يكفل وصول المساعدات المنقذة للحياة من دون انقطاع.

يشكّل تصويت العاشر من يوليو/تموز محطة مفصليّة لشمال غرب سوريا. ومن المحبط أن نرى قدرة السكان الملحة على الوصول إلى المساعدة الإنسانية مرهونةً بمفاوضات سياسية. فعدم ضمان استدامة آليات نقل المساعدات بمختلف السبل يضع حياة الناس وصحتهم تحت وطأة الخطر
رئيس بعثة أطباء بلا حدود في سوريا، سيباستيان غاي

كشف الزلزال المدمّر الذي ضرب شمال غرب سوريا في السادس من فبراير/شباط 2023 عن الوضع الإنساني المأساوي في المنطقة وسلّط الضوء على الضعف والهشاشة في آليات عبور المساعدات الإنسانية. وشكّل الزلزال نقطة تحوّل حاسمة لفتت الانتباه إلى فجوات الاستجابة الإنسانية وفعاليتها، حيث فشلت في تلبية الاحتياجات بما يناسب حجمها ونطاقها.

ويضيف غاي، “لم تصل أي مساعدة إنسانية دولية إضافية إلى شمال غرب سوريا خلال ثلاثة أيام من وقوع الزلزال، ما ترك السكان من دون مأوى أو رعاية صحية ملائمة في درجات حرارة شديدة الانخفاض. وأبرز التأخر في وصول المساعدات المنقذة للحياة العزلة التي تطال منطقة شمال غرب سوريا”.

بالتعاون مع منظمات أخرى، حذرت أطباء بلا حدود مرارًا من محدودية قنوات عبور المساعدة الإنسانية ودورها في إضعاف القدرة على الاستجابة في حالات الطوارئ. وقدّمت الكارثة الأخيرة أدلة دامغة على ضرورة تنويع قنوات الوصول الإنساني وضمان استمراريتها على المدى الطويل. وتجدر الإشارة إلى أن توفّر وصول المساعدات الإنسانية بشكل مؤاتي، كان ليمنع حالات وفاة كثيرة بعد الزلزال.

تؤكد الأحداث الأخيرة على العواقب الكارثية التي قد يخلّفها عدم تجديد القرار والفشل في اعتماد سبل مستدامة للوصول الإنساني على صحة السكان الجسدية والنفسية في شمال غرب سوريا. خلال السنوات الماضية، واجهت آليات عبور المساعدات عبر الحدود انتكاسات ملحوظة، إذ تراجع عدد نقاط العبور المرخّص لها من أربعة معابر إلى معبر واحد وقصرت مدّة صلاحيتها من سنة كاملة إلى ستة أشهر.

من شأن عدم تجديد القرار أن يقوّض قدرة أطباء بلا حدود والمنظمات الأخرى على توفير المساعدات المنقذة للحياة في شمال غرب سوريا. فعلى الرغم من الجهود التي تُبذَل حاليًا لوضع خطة طوارئ، تبقى هذه القنوات الإنسانية التي تخضع لمراقبة الأمم المتحدة وتنسيقها أكثر الخيارات موثوقية وفعالية من حيث التكلفة. لذلك، لا بد من ضمان استدامة سلاسل توريد أطباء بلا حدود للمحافظة على الحجم الحالي للأنشطة الطبية والاستجابة للاحتياجات الإنسانية والطبية الهائلة.

إضافةً إلى ذلك، فإنّ إصدار قرارات سارية لمدة ستة أشهر فقط لإيصال المساعدات عبر الحدود يصعّب استعداد الجهات الفاعلة المحلية والدولية لحالات الطوارئ ويحول دون تنفيذ مشاريع مستدامة وطويلة الأجل، علمًا أن دورات التمويل تستند إلى هذه الآلية. وتشهد أطباء بلا حدود عن كثب التداعيات الوخيمة لنقص التمويل على المرافق الطبية. في ظل التهديد المستمر بعدم تجديد القرار، تخزّن الجهات الفاعلة الإنسانية الإمدادات بشكل مفرط استعدادًا لحالات الطوارئ، ما يؤدي إلى هدر المواد وانتهاء صلاحية بعضها.

من الضروري أن يبقى معبرا باب السلام والراعي مفتوحين لعبور القافلات الإنسانية، سيما أن هذين المعبرين غير مشمولين بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. لكن لا يجب لتمديد فتح هذين المعبرين أن يُستخدم ضمن الحجج ضد تجديد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إذ أن باب الهوى لا يزال المعبر الأعلى موثوقية وفعالية من حيث التكلفة والأكثر استخدامًا.

يمكن أن يكون عبور المساعدات الإنسانية عبر خطوط النزاع، وهو الآلية المستخدمة لإيصال المساعدات الإنسانية من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية إلى شمال غرب سوريا تكميليًا وليس بديلًا عن آلية المساعدات عبر الحدود. كما يجب أن تركز المناقشات حول آليات المساعدات على التنفيذ العملي وكيفية ضمان سلامتها وفعاليتها وتوفيرها في الوقت المناسب.

وعلى ضوء ذلك، تكرر أطباء بلا حدود دعوتها إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتجديد آلية عبور المساعدات عبر الحدود. ويضيف غاي، “لا بد من ضمان الوصول الإنساني المستقل وغير المتحيز إلى شمال غرب سوريا مهما كلّف الأمر. يجب أن يحصل ذلك بمنأى عن أي تدخل سياسي، لا سيما أن حياة الملايين من الناس تعتمد عليه”.

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on print
Print

على الفرق الطبية الوصول إلى جنين في ظل أكبر الغارات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ عام 2002

على الفرق الطبية الوصول إلى جنين في ظل أكبر الغارات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ عام 2002

جنين، الأراضي الفلسطينية المحتلة، 3 يوليو/تموز 2023 – يقدم طاقم منظمة أطباء بلا حدود حاليًا الرعاية الصحية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية وذلك إثر عملية عسكرية واسعة النطاق شنتها القوات الإسرائيلية على مخيم اللاجئين في المدينة. تُعتبر هذه العملية الأعنف في الضفة الغربية منذ عام 2002، إذ قُتل فيها ما لا يقل عن 8 أشخاص وأصيب 91 آخرون في هجوم بري وجوي خلف العديد من الإصابات بالأعيرة النارية والشظايا.

وعدا عن أعداد القتلى والجرحى، دمرت الغارات الإسرائيلية منشآت صحية وأعاقت الاستجابة الطبية لحالة الطوارئ. هذا وسقطت عدة عبوات غازية في فناء مستشفى خليل سليمان، حيث كان موظفو منظمة أطباء بلا حدود يعالجون المرضى المصابين بأعيرة نارية منذ الساعة الثانية صباحًا.

ازدادت وتيرة الغارات في جنين، ووصلت حدّتها إلى مستويات جديدة. وقد شهدنا العديد من المصابين بطلقات نارية في الرأس واستقبلنا 55 مصاباً.
يوفانا أرسينيفيتش، المنسقة الميدانية لمنظمة أطباء بلا حدود في جنين

دمرت الجرافات العسكرية عدّة طرق مؤدية إلى مخيم جنين للاجئين وجردتها من الأرصفة وجعلت وصول سيارات الإسعاف إلى المرضى شبه مستحيل. وأجبرت القوات الإسرائيلية المسعفين الفلسطينيين أثناء العملية العسكرية على التقدم سيرًا على الأقدام في منطقة تشهد إطلاقًا مستمرًا للنيران وغارات بطائرات بدون طيار. هذا وأُغلقت جميع الطرق المؤدية إلى المخيم طوال مدة العملية العسكرية على الرغم من وجود مرضى بأمسّ الحاجة إلى الرعاية الصحية داخل المخيم.

وتضيف أرسينيفيتش: “نحن نعمل منذ 15 ساعة وما زال المرضى يواصلون القدوم إلى المستشفى. إنها عملية عسكرية مطوّلة بشكل غير مسبوق، ولا يزال هناك ضحايا لا يمكن الوصول إليهم. يجب السماح لموظفي الرعاية الطبية بالوصول إلى المرضى من دون عوائق”.

وكانت الغارة في الثالث من يوليو/تموز ثامن غارات القوات الإسرائيلية خلال عام 2023، ليرتفع عدد القتلى خلال العمليات العسكرية في مدينة جنين إلى 48 هذا العام. هذا وتتزايد العوائق التي تحول دون تقديم الرعاية الطبية مع ارتفاع وتيرة الغارات.

تلجأ القوات الإسرائيلية بشكل متزايد إلى استخدام الدعم الجوي خلال الغارات العسكرية التي تشنها في جنين، وهو تطور مقلق في استخدام العنف، وقد أُبلغ اليوم عن 10 هجمات جوية على الأقل في جنين.

وتقول أرسينيفيتش: “بدأت المداهمات على مخيم جنين باتباع نمط مألوف، حيث تصدم المدرعات سيارات الإسعاف عدّة مرات، ويُمنع المرضى وموظفو الرعاية الطبية بشكل مستمر من الدخول إلى المخيم ومغادرته، وهذه هي المرة الثانية التي نشهد فيها ضرب المستشفى بعبوات الغاز المسيل للدموع. إلا أن استخدام طائرات الهليكوبتر الهجومية والقصف بطائرات من دون طيار في مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان يمثل زيادة واضحة وشنيعة في شدة ووتيرة العنف.”

لقد شهدنا على إطلاق قنابل غاز مسيل للدموع على المستشفى الذي نعالج فيه المرضى. يجب احترام المنشآت الطبية وسيارات الإسعاف والمرضى.
يوفانا أرسينيفيتش، المنسقة الميدانية لمنظمة أطباء بلا حدود في جنين

تعمل منظمة أطباء بلا حدود في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1989 وتُدير حاليًا مشاريع إنسانية طبية في جنين، ونابلس، والخليل، وغزة.

 

 

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on print
Print

حصاد العام 2022

حصاد العام 2022

حروبٌ وأعمال عنف وكوراث طبيعية وتفشيات أمراض وتضخّمٌ متصاعد وأسعارٌ ملتهبة، كلّها عوامل أسهمت في تزايد احتياجات الناس التي استجابت لها طواقم أطباء بلا حدود البالغ عدد أفرادها نحو 63,000 عملوا في 78 بلدًا حول العالم في عام 2022.

العنف في هايتي

تعاني هايتي أوضاعًا سياسيةً واقتصاديةً وأمنيةً مضطربة للغاية، لكنها تفاقمت أكثر خلال عام 2022 ودفعت بالبلاد إلى شفير الهاوية. وعلى الرغم من ذلك، لم تستقطب سوى القليل من الاهتمام والدعم الدولي. فقد شهدت العاصمة بورت أو برانس مستويات خطيرة من العنف أدت إلى عزل بعض مناطق المدينة وحرمت أهلها من الغذاء والماء والرعاية الصحية. ونجحت فرقنا في اكتساب قبول العصابات المسلحة التي تحكم أحياء بأكلمها، لكنها كانت تستهدف الناس في الشوارع وتخطف الطواقم الطبية بشكلٍ متكرر دون أن يطالها عمليًا أي عقاب.وقد أدت الأعداد الكبيرة من المرضى الذين يعانون من إصابات مرتبطة بالعنف، ولا سيما أثناء تصاعد القتال في مايو/أيار، إلى فرض ضغوط شديدة كانت في كثيرٍ من الأحيان تثقل كاهل الطواقم العاملة في مستشفى أطباء بلا حدود في تاباري ومركزين متخصصين في تأمين استقرار حالة المرضى يقعان في تورغو وكارفور، وكلها أحياء تابعة للمدينة.أما مستشفانا الواقع في حيّ سيتي سولاي، فقد صار أكثر من مرة مفترق طرق لصراعات المجموعات المسلحة على المناطق، حيث أجبرتنا أعمال العنف الشديدة في أغلب الأحيان على تعليق أنشطتنا الطبية مرات عديدة خلال العام، علمًا أن هايتي تعدّ اليوم واحدةً من أصعب البلدان بالنسبة لفرق أطباء بلا حدود من حيث مخاطرها الأمنية التي تفرض تحدياتٍ على طواقمنا وإمداداتنا.

أحد الناجين من إصابة في الرأس أُحضر إلى مركز الطوارئ التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في تورغو، بورت أو برنس. هايتي، في يونيو/حزيران 2022.

تصاعد الحرب في أوكرانيا

تعمل فرق أطباء بلا حدود بهمّة ونشاط في شرق أوكرانيا، حيث تدعم الناس العالقين وسط الحرب منذ أن اندلعت سنة 2014. لكن فرقنا فوجئت في 24 فبراير/شباط حين تصاعد النزاع بشكل حاد عقب الهجمات واسعة النطاق التي شنتها القوات الروسية في أرجاء البلاد. وسرعان ما عزّزنا عملياتنا، حيث أمّنت المنظمة الطواقم والمواد، كما درّبت الفرق الأوكرانية من جراحين وعمال رعاية صحية على آليات التعامل مع الأعداد الهائلة من الجرحى. وقد أمّنت فرقنا المساعدات لمن قرّر البقاء في دياره ومن قرر الرحيل إلى مناطق أخرى من البلاد، وكذلك الأعداد الهائلة ممن قرروا الالتجاء إلى بلدان مجاورة مثل بولندا ومولدوفا وبيلاروسيا وروسيا، حيث أمدّتهم بالرعاية الصحية الطبية والنفسية.

هذا وقد فرض تصاعد الحرب العديد من التحديات التي اعترضتنا. فقد اضطررنا إلى الإسراع في توسيع نطاق أنشطتنا تلبيةً للاحتياجات الكثيرة والمتنوعة، إذ لم يقتصر عملنا على علاج الإصابات البدنية والنفسية الناجمة عن الحرب بل ركزنا أيضًا على المشاكل الصحية التي كان يعاني منها الناس مسبقًا كالأمراض غير السارية، علاوةً على تعديل عملياتنا كي تناسب الوضع المتغير وجبهات القتال التي تتحرك وتتبدل بسرعة. كان علينا أن نركّز على مساعينا في توفير الرعاية حيثما تكون الحاجة إليها على أشدها وأن نحرص في الآن ذاته على سلامة طواقمنا، علمًا أن الكثير منهم موظفون أوكرانيون كانوا قد نزحوا عن بيوتهم.

وكي يتسنى لنا التصدي لهذه التحديات فقد استحدثنا وسائل وآليات جديدة تسمح لنا بالعمل بالقرب من الناس قدر الإمكان، إذ صممنا مثلًا قطارًا طبيًا لنقل المرضى بعيدًا عن مناطق الخطر، كما أدرنا عيادات متنقلة تزور ملاجئ النازحين ومحطات قطارات الأنفاق التي يحتمي فيها الناس من القنابل التي تنهال عشوائيًا فوقهم، إضافةً إلى إعداد خطوط هاتفية مباشرة نقدم عن طريقها الاستشارات لأصحاب الأمراض غير السارية.

يقوم فريق طبي داخل وحدة العناية المركزة في القطار الطبي التابع لمنظمة أطباء بلا حدود بمراقبة حالة مريض مصاب بجروح حرب خطيرة أثناء الرحلة من بوكروفسك في شرق أوكرانيا إلى لفيف في الجزء الغربي من البلاد. أوكرانيا، في مايو/أيار 2022.

تأثيرات كوفيد-19 طويلة الأمد

في بداية عام 2022 عندما دخلت الجائحة عامها الثالث، كانت فرق أطباء بلا حدود لا تزال تستجيب لكوفيد-19 في العديد من المناطق، حيث واصلنا عملنا على توفير العلاج في بلدان على غرار العراق وإسواتيني وإعطاء اللقاحات في لبنان وجنوب إفريقيا وأوغندا.

من جانب آخر فقد سلطت حملة توفير الأدوية الأساسية التابعة لأطباء بلا حدود الضوء على ضرورة إصدار إعفاء من براءات الاختراع من شأنه أن يعزز ويسرع إنتاج اللقاحات للوقاية من هذه الجائحة وغيرها من الجوائح في المستقبل. وصحيحٌ أن عملياتنا المعينة بكوفيد-19 شهدت تراجعًا بمرور العام، إلا أن فرقنا كانت تتصدى أيضًا للأعباء التي خلفتها الجائحة على الناس وأنظمة الرعاية الصحية، ومنها نقص اللقاحات الروتينية الذي أدى إلى تفشي أمراض يمكن للتطعيم أن يحول دون وقوعها في العديد من بلدان العالم.

عودة مرض الكوليرا

شهدنا عودةً استثنائية لمرض الكوليرا سنة 2022: فقد سجل 30 بلدًا حالات إصابة أو تفشيات. واستجابت المنظمة لهذا المرض شديد العدوى في 10 بلدان على الأقل، منها نيجيريا وسوريا والكاميرون والنيجر ولبنان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا، علمًا أن ارتفاع أعداد الإصابة حول العالم جاء نتيجةً لعوامل مختلفة من قبيل الكوارث الطبيعية والتغير المناخي وانعدام الأمن المائي والأزمات الإنسانية كالنزاعات.

ففي هايتي وبعد مرور ثلاثة أعوام على تسجيل آخر إصابة، شهدت البلاد تفشّيًا كبرى بدأ في أواخر سبتمبر/أيلول، ثم تفاقم لدرجة أن هايتي كانت قد سجلت بحلول نهاية العام ما يزيد عن 15,000 إصابة تلقّت الأغلبية العظمى منها الرعاية في مرافقنا، علمًا أن فرقنا دعمت أيضًا جهود التطعيم.

لكن النقص لقاحات الكوليرا عالميًا دفع بمجموعة التنسيق الدولية – وأطباء بلا حدود عضوٌ فيها – إلى اتخاذ قرار غير مسبوق، حيث أوصت مؤقتًا باعتماد جرعةٍ واحدة بدلًا من التطعيم المعتاد بجرعتين، في إطار إستراتيجيةٍ هدفها الإسهام في حماية عدد أكبر من الناس.

عامل في المجال الصحي يفحص مريضًا مصابًا بالكوليرا في وحدة علاج الكوليرا التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود في إدلب. شمال غرب سوريا، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

الأزمة المناخية تلقي بظلالها

عملت فرق المنظمة مجددًا في عام 2022 على مساعدة الناس المتضررين جراء الظواهر الجوية المتطرفة كالفيضانات التي أغرقت جنوب السودان وجنوب إفريقيا والجفاف الذي ضرب الصومال والأعاصير التي اجتاحت مدغشقر والفلبين.

وقدمت فرق أطباء بلا حدود في يناير/كانون الثاني العلاج للأطفال المصابين بسوء التغذية على أطراف مدينة نجامينا في تشاد، في ظل موسم الأمطار الأقصر والأكثر جفافًا كما وصفه بعض الناس. غير أن أغسطس/آب أتى على المنطقة ذاتها بأمطارٍ موسميةٍ غزيرة على نحو غير معتاد تسبّبت بخروج الأنهار عن ضفافها، مما أدى إلى فيضانات دفعت بالآلاف إلى النزوح عن ديارهم.

هذا واجتاحت فيضانات عاتية باكستان في شهر يونيو/حزيران وأدت إلى إغراق ثلث أراضي البلاد، علمًا أن بعض المناطق كانت لا تزال مغمورةً بمياه الفيضانات بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر. وقد أدى هذا الخراب إلى نزوح أكثر من 30 مليون شخص ومقتل وإصابة الآلاف. استجابت المنظمة لما حدث، وأمّنت فرقنا الدعم الطبي والغذائي وخدمات المياه والصرف الصحي على نطاق واسع في إقليمي السند وبلوشستان.  

كما بدأنا عند اقتراب نهاية العام بالعمل في كيريباتي الواقعة في عرض المحيط الهادئ، أملًا في تحسين رعاية الأمومة ولا سيما تشخيص وعلاج السكري الذي ينتشر في هذا الأرخبيل الذي أدى ارتفاع منسوب مياه البحر إلى تآكل ورفع نسبة ملوحة أراضيه الزراعية.

تفاقم سوء التغذية

ركزت أنشطتنا أيضًا على علاج الأعداد الكبيرة من الأطفال المصابين بسوء التغذية، علمًا أن أسبابه كأسباب الكوليرا معقدةٌ وترجع إلى عدّة عوامل، من الجفاف وضعف المحاصيل الزراعية، إلى انهيار الأنظمة الصحية والاقتصادية والنزاعات وارتفاع أسعار الغذاء، حيث أسهمت بعض هذه العوامل منفردةً أو مجتمعة في بلوغ معدلات سوء التغذية خلال عام 2022 مستوياتٍ تنذر بالخطر في نيجيريا وإثيوبيا وكينيا وأفغانستان وتشاد واليمن.

فقد كانت فرقنا تعاين أحيانًا 500 طفل مصابٍ بسوء التغذية الحاد أسبوعيًا في مدينة بيدوا في الصومال، حيث أدى النزاع الذي طال أمده وعدم كفاية جهود الاستجابة الإنسانية إلى مفاقمة آثار الجفاف المتواصل الذي تشهده البلاد.

فريق طبي تابع لمنظمة أطباء بلا حدود يسافر على متن قارب لجلب عيادات متنقلة إلى مدينة جوهي في منطقة دادو، السند. باكستان، في أكتوبر/تشرين الأول 2022.

عمليات صد المهاجرين

أشارت تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن 100 مليون شخص نزحوا قسريًا عن درياهم حول العالم خلال عام 2022. وقد علق بعضهم على الحدود بين بيلاروسيا من جهة ولاتفيا وليتوانيا وبولندا من جهة أخرى، حيث واجهوا هناك عمليات صدّ متواصلة وعنيفة في أغلب الأحيان. وقد واجهت فرقنا منذ بداية السنة صعوباتٍ في تأمين المساعدات نظرًا للسياسات العدوانية التي تقيّد وصولنا إلى الناس في هذه المناطق. بيد أن تصاعد الحرب في أوكرانيا في أواخر فبراير/شباط أزاح اللثام عن ازدواجية المعايير التي تنتهجها سياسات الهجرة الأوروبية، حيث أن الملايين من الأوكرانيين الذين فروا من وجه النزاع، حالهم كحال الكثير من الناس العالقين على الحدود البيلاروسية، أُدخِلوا سريعًا إلى بلدان الاتحاد الأوروبي بوصفهم لاجئين.

على الصعيد ذاته، واصلت الولايات المتحدة جهودها في صد اللاجئين والمهاجرين الذي يصلون إلى حدود المكسيك الشمالية معتمدةً على البند 42 الذي هو عبارة عن سياسة عمرها عقود من الزمن بدأت الولايات المتحدة تتبعها منذ مارس/آذار على نطاق واسع لتنظيم عبور الحدود بحجة تعزيز إجراءات الوقاية في ظل جائحة كوفيد-19. في حين أن الآلاف من المهاجرين الذين يتجهون إلى سواحل إفريقيا الشمالية بقصد عبور البحر الأبيض المتوسط أو الفارين من المخاطر التي تعترضهم في ليبيا، فقد تعرضوا للترحيل على يد سلطات الجزائر والنيجر التي ألقت بهم على الحدود وسط الصحراء.

تواصلت أيضًا عمليات الصد في عرض البحر. ففي سبتمبر/أيلول أجبرت مالطا سفينةً تحمل أشخاصًا أنقذتهم في منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط على نقلهم إلى مصر، الأمر الذي يمثل خرقًا واضحًا للقوانين البحرية والدولية. 

هذا وقد نزح على مدار خمس سنوات أكثر من 750,000 من الروهنيغا عن ديارهم في ولاية راخين، في ميانمار، هربًا من أعمال العنف العشوائية، لكن حياة هذه الأقلية لم تتحسن بعد. فمن وصل منهم على متن القوارب إلى ماليزيا طلبًا للأمان، أعيد قسرًا إلى البحر أو تعرّض للاعتقال والسجن والإدانة. أما من توجهوا إلى بنغلاديش فيعيشون في مخيمٍ مكتظّ يقطنه مليون شخص ويفتقر إلى النظافة، كما يواجهون فيه قيودًا صارمة فُرضت على حقهم في التنقل داخل المخيم، الأمر الذي يفاقم من معاناتهم.

صورة جوية لطريق وسدود في طور التشييد من قبل الأمم المتحدة في بنتيو. ويصل ارتفاع السدود لغاية مترين ونصف المتر بينما يبلغ عرضها خمسة أمتار. وتمتد مياه الفيضانات حول بنتيو على مسافة 80 كيلومترًا. بنتيو، جنوب السودان، في أغسطس/آب 2022.

نجاحات في مجال السل في ظل تحديات لا تزال قائمة

نشرت مجلة نيو إنغلاند الطبية في نهاية العام نتائج تجربتنا السريرية التي تحمل عنوان “TB-PRACTECAL” والتي بحثت نجاعة وسلامة برنامج مدته خمس سنوات يقوم على أدوية فموية بالكامل يهدف إلى علاج المصابين بالسل المقاوم للأدوية. فقد نجح البرنامج في شفاء 90 بالمئة من المرضى، فيما يمثل تحسنًا كبيرًا عن البرامج المعتمدة سابقًا والتي كانت تستغرق في العادة سنتين ولا تنجح سوى في شفاء نحو نصف المرضى. حتى أن منظمة الصحة العالمية اعتمدت البرنامج الجديد في إرشاداتها العلاجية المنقّحة.

لكن توسيع نطاق البرامج العلاجية الجديدة سيكون عاملًا حاسمًا في علاج الناس وشفائهم، غير أن هذا لن يتحقق إلا إن كانت الأدوية التي تقوم عليها تلك البرامج ميسورة الكلفة، علمًا أن أسعار عقاري البيداكويلين والديلامانيد المستخدمَين في تجربتنا السريرية “TB-PRACTECAL” و/أو تجربتي القضاء على السل “endTB” و”TB-Q” لا تزال باهظة جدًا لدرجة لا تسمح باستخدامها على نطاق واسع في العديد من البلدان التي تتحمل العبء الأكبر لهذا المرض، ويجب خفض هذه الأسعار.

يشار إلى أن تجربتي “endTB” و”TB-Q” حالهما كحال تجربة “TB-PRACTECAL” تبحثان برامج علاجية أقصر مدةً وأكثر سلامةً وفاعلية، لكنهما تستهدفان أيضًا المرضى اليافعين، وهذا أمرٌ يحمل أهمية مضاعفة في ظلّ الخوارزمية الجديدة التي أوصت منظمة الصحة العالمية باعتمادها في تشخيص السل بين الأطفال.

فيشنافي هي طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات تعاني من السل المقاوم للأدوية تُناولها والدتها دواء السل. الهند، في فبراير/شباط 2022.

أثر الخطاب المناهض للمنظمات غير الحكومية على عمليات أطباء بلا حدود

ما برحت فرقنا ترى في بعض مناطق العالم تأثيرات خطاب مكافحة الإرهاب ومعاداة المنظمات غير الحكومية. فقد تعرض أربعٌ من زملائنا في منطقة الجنوب الغربي في الكاميرون للاعتقال واتهموا بالتواطؤ مع مجموعات انفصالية عقب نقلهم مريضًا مصابًا بطلقٍ ناري في سيارة إسعاف إلى المستشفى في مامفي، حيث قضوا في السجون فترات تتراوح بين 10 أشهر وسنة إلى أن برأتهم المحكمة في نهاية ديسمبر/كانون الأول. لكن غياب الضمانات التي تكفل سلامة طواقمنا أرغمنا على تعليق أنشطتنا بدايةً ثم إقفال مشروعنا القائم في مامفي، الأمر الذي فاقم من ضعف خدمات الرعاية الصحية في منطقةٍ تعاني من احتياجاتٍ هائلة.

هذا وكان تأمين الرعاية الصحية لا يزال مشكلةً في تيغراي ومناطق أخرى في إثيوبيا في السنة التي أعقبت جريمة القتل التي وقعت في يونيو/حزيران 2021 وراح ضحيتها زملاؤنا ماريا ويوهانس وتيدروس. فمنذئذٍ ونحن نحاول بلا كلل أن نفهم كامل الظروف المحيطة بما ألمّ بزملائنا وأن نحصل على اعترافٍ بالمسؤولية عن الأحداث التي أدّت إلى جريمة قتلهم. لكن رغم الجهود الحثيثة التي بذلناها على صعيد المباحثات الثنائية مع السلطات، إلا أن عدم إحراز التقدم نحو تحصيل إجابات شافية دفع بأطباء بلا حدود إسبانيا إلى الانسحاب من البلاد.

على صعيدٍ آخر فقد واصلت إمارة أفغانستان الإسلامية (المعروفة أيضًا بطالبان) سلب حريّات النساء خلال السنة التي تلت استعادتها للسلطة في أغسطس/آب 2021. إذ صدرت في ديسمبر/كانون الأول أوامر تقيّد وصول الفتيات والنساء إلى التعليم وتحرم النساء من العمل مع المنظمات غير الحكومية باستثناءٍ غير رسمي يشمل العاملات في قطاع الرعاية الصحية. وصحيحٌ أننا قادرون على الاحتفاظ بالنساء العاملات في فرقنا حتى الآن، إلا أننا قلقون جدًا على المدى الطويل، لا سيما وأن النساء اللواتي يدرسن للعمل في مهن طبية لا يستطعن إتمام تعليمهنّ كي يصبحن طبيبات وممرضات وأخصائيات رغم أن النظام الصحي في البلاد بحاجةٍ ماسة إليهن.

كذلك فقد شهدت فرقنا على تجريم جهود إيصال المساعدات الإغاثية في بعض مناطق العالم مثل مالي والنيجر. وقد فرض هذا علينا مصاعب هائلة تعيقنا عن الوصول إلى الناس العالقين وسط النزاعات الدائرة في منطقة الساحل الإفريقي في النيجر ومالي وبوركينا فاسو.

قد ينطوي عملنا على المخاطر، لا سيما وأن طواقمنا تعمل في ظل مخاطر تعرضها للهجوم والخطف والاحتجاز، لكن رغم التحديات التي تعترضنا في هذه المناطق وغيرها إلا أننا عملنا في عام 2022 ونجحت فرقنا في توفير الرعاية الأساسية لملايين الناس وأسهمت في إنقاذ حياتهم. بيد أن عملنا هذا ما كان لينجح لولا دعم مانحينا البالغ عددهم حوالي 7 ملايين، ونحن ممتنّون لهم كل الامتنان.

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on print
Print

آخر المستجدات حول مستشفى أطباء بلا حدود في بر الياس

آخر المستجدات حول مستشفى أطباء بلا حدود في بر الياس

بعد وقف أنشطتها الجراحية في مستشفى بر الياس، تسعى منظمة أطباء بلا حدود إلى تعديل وجودها للاستجابة للاحتياجات الطبية في لبنان بالتعاون الوثيق مع وزارة الصحة العامة

فبحسب رئيس بعثة أطباء بلا حدود في لبنان جوليان رايكمان، “وافقت أطباء بلا حدود على إعادة تأهيل مستشفى بر الياس عام 2016، لتعزيز قدرات الاستجابة للاحتياجات الطبية في البقاع الأوسط عبر توفير الاستشارات الخارجية والرعاية الاستشفائية التي تشمل الأنشطة الجراحية. ومنذ ذلك الحين، أجرت فرقنا أكثر من 5,700 عملية جراحية ووفرت خدمات العناية بالجروح لأكثر من 1,700 مريض”.

فاليوم، لا يزال المستشفى في حالة تأهب لأننا نعمل مع وزارة الصحة العامة لتحديد استخدامه في المستقبل. تؤكد منظمة أطباء بلا حدود أن المعدات جزء من المستشفى ولن يتم تسليمها بعيدًا، باستثناء عدد قليل من الأدوية التي تم إرسالها إلى عيادات أطباء بلا حدود الأخرى وبعض المرافق الصحية القريبة لتجنب هدرها.

في هذا السياق، تبقى أطباء بلا حدود ملتزمة بتوفير الرعاية الطبية المجانية للسكان الذين هم الأكثر احتياجا في لبنان، كما تبقى على استعداد للاستجابة لحالات الطوارئ كما حصل أثناء انتشار كوفيد-19 عام 2020 والكوليرا في أواخر العام الماضي. ومؤخرًا، أجرت فرق أطباء بلا حدود تقييمًا للوضع في البقاع الأوسط لفهم الاحتياجات المستجدة والبحث في أفضل سبل لتكييف وجودنا وأنشطتنا بالتعاون الوثيق مع وزارة الصحة العامة.

ويضيف رايكمان: “تعرب منظمة أطباء بلا حدود عن امتنانها للدعم والترحيب الذي قدّمه سكّان بر الياس، فضلاً عن السلطات المحلية والوطنية على مرّ السنين. لم يكن العمل الحيوي الذي قدمناه ممكنًا لولا حسن التعاون”.

واليوم، يعمل 700 موظفًا مع أطباء بلا حدود في ست محافظات لبنانية لتوفير الرعاية الطبية ودعم النظام الصحي اللبناني في وادي خالد والهرمل وعرسال وطرابلس وبيروت وضواحيها. قدمت فرقنا أكثر من 140 ألف استشارة طبية مجانية للسكان في لبنان عام 2022. وتهدف مقاربتنا إلى توفير الخدمات الصحية للجميع بالاستناد إلى احتياجاتهم الطبية.

تسترشد أطباء بلا حدود في عملها بالأخلاقيات الطبية ومبادئ الاستقلالية وعدم التحيز والحيادية.

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on print
Print

السودان: العمليات الإنسانية في أجزاءٍ كثيرة من البلاد قد تتوقف

السودان: العمليات الإنسانية في أجزاءٍ كثيرة من البلاد قد تتوقف

الدكتور أحمد عبد الرحمن هو طبيب سوداني عمل مع منظمة أطباء بلا حدود لأكثر من 17 عامًا في عدة دول مثل الصومال وباكستان وليبيا. يشغل حاليًا منصب مدير العمليات في مكتب المنظمة في بروكسل ويدعم بشكلٍ مباشر فرق أطباء بلا حدود في السودان.

يقول الدكتور أحمد: “يعمل فريقنا الجراحي في خرطوم دون توقف منذ أكثر من عشرة أيام. وإذا لم نتمكن من إشراك فريق آخر في العمل بالتناوب، فقد لا نتمكن من استكمال هذه الأنشطة المصيرية.

تشهد فرقنا بشكل يومي التأثيرات المباشرة للقتال المستمر على الناس في الخرطوم ودارفور، والتبعات الصحية للنزوح في مناطق مثل ود مدني.

في ود مدني في ولاية الجزيرة، يرزح النظام الصحي تحت ضغط شديد، إذ شهدت العيادات المتنقلة لأطباء بلا حدود أكثر من ألف مريض خلال بضعة أسابيع فقط. وفي الأثناء، عالج الفريق الجراحي لأطباء بلا حدود في الخرطوم أكثر من 400 مريض يعاني من إصابات بالغة منذ 9 مايو/أيار. هذه الأنشطة الطبية تنقذ الأرواح ومن الضروري المحافظة على استمرارها بكفاءة.

يقول الدكتور أحمد عبد الرحمن: "في ظل الغياب الراهن للكوادر الإضافية والقدرة على نقل الإمدادات الأساسية إلى حيث تشتد الحاجة إليها، فأنا قلق بشدة من أن تُعَلّق عدة أنشطة منقذة للحياة.

Published on ايار 26, 2023

وعلى الرغم من قدرتنا على جلب بعض الإمدادات إلى البلاد، فلا يزال الوصول إليها شائكًا، إذ لم تتحقق بعد فرصة التنقل من دون عوائق من نقاط العبور إلى الأماكن التي تحتاج إلى الإمدادات.

وحتى في الأماكن التي خزنا فيها الإمدادات في البلاد، فإن النهب والهجمات على مرافق الرعاية الصحية والمستودعات قد تسببت بنقص مخزوننا بشكل كبير. لذلك فمن الضروري أن يستمر وصول الإمدادات إلى البلاد وتنقلها بحُرّية.

وما يزيد من قلقنا هو معاناة الكثير من المرافق الطبية في مختلف أرجاء السودان من قلة الكوادر بفعل هرب الأشخاص بحثًا عن الأمان. أمّا من تبقى من متطوعين وكوادر إنسانية دولية ممن استطاعوا أن يصلوا إلى السودان، فهم يعملون تحت ضغطٍ شديد، كما وأننا نكافح من أجل تعزيز فرقتا من خلال جلب موظفين دوليين إضافيين على مدار الأسبوعين الماضيين.

بالرغم من استطاعتنا الحصول على عدد قليل من التأشيرات مؤخرًا، فإننا بحاجة ماسة إلى المزيد. فمن دون الكوادر الجديدة وإمكانية نقل الإمدادات الأساسية إلى البلاد، ستتوقف العمليات الإنسانية في الكثير من أجزاء البلاد. ندعو جميع أطراف النزاع إلى ضمان الوصول الإنساني وأن يسمحوا لنا بمساعدة الشعب السوداني”.

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on print
Print

مرافق أطباء بلا حدود تتعرض للنهب وأنشطتها الطبية تُعرقل جراء العنف في السودان

مرافق أطباء بلا حدود تتعرض للنهب وأنشطتها الطبية تُعرقل جراء العنف في السودان

الخرطوم – تندد منظمة أطباء بلا حدود بالمضايقات التي يتعرّض لها طاقمها وباحتلال مقراتها الطبية والمرافق التي تدعمها في السودان ونهبها بشكل عنيف. ويواجه المرضى والموظفون صدمات متكررة إثر اقتحام المجموعات المسلحة مباني أطباء بلا حدود ونهبها من الأدوية والإمدادات والمركبات. ويتسبب هذا التجاهل الصادم للمبادئ الإنسانية والقانون الدولي الإنساني في إعاقة قدرتنا على توفير الرعاية الصحية للسكان في وقت تشتدّ فيه حاجتهم إليها.

تحاول أطباء بلا حدود أن توسع نطاق الأنشطة الطبية – التي تديرها في عشر ولايات في السودان – منذ اندلاع القتال العنيف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان، إلا أن هذه الجهود ما انفكت تواجه عراقيل جراء أعمال العنف والاقتحامات المسلحة العدوانية وأعمال النهب أو الاحتلال المسلح للمباني، بالإضافة إلى التحديات الإدارية واللوجستية.

تدعو أطباء بلا حدود جميع الأطراف المتنازعة إلى ضمان سلامة العاملين في المجال الطبي والمرافق الصحية، وإتاحة المرور الآمن لسيارات الإسعاف والساعين إلى الحصول على الرعاية الصحية، وإلى تسهيل تنقل العاملين في المجال الإنساني والمنظمات والإمدادات ووصولهم بشكل سريع ومن دون عوائق. وفي حين أُعلن عن وقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة في 20 مايو/أيار، إلا أن إعلانات وقف إطلاق النار المحلية لم تُحتَرم دائمًا في السابق.

نشهد خرقًا للمبادئ الإنسانية، والحيز الإنساني المتاح آخذ بالتقلص بشكل لم أشهده إلا نادرًا.
جان نيكولا آرمسترونغ دانجسلير، منسق الطوارئ في أطباء بلا حدود في السودان

وفي هذا الصدد، يوضح منسق الطوارئ في أطباء بلا حدود في السودان، جان نيكولا آرمسترونغ دانجسلير، “نشهد خرقًا للمبادئ الإنسانية، والحيز الإنساني المتاح آخذ بالتقلص بشكل لم أشهده إلا نادرًا”. 

ويضيف، “عقب تعرّض أحد مستودعاتنا الطبية للنهب في الخرطوم، قُطع التيار الكهربائي عن الثلاجات وأُخذت الأدوية. تدمرت سلسلة التبريد بأكملها، ففسدت الأدوية وباتت غير صالحة لعلاج أي مريض. نشعر بالصدمة والهلع جراء هذه الهجمات المشينة، إذ يعيش الناس وضعًا مأساويًا والحاجة إلى توفير الرعاية الصحية باتت مفصلية، لكن الهجمات تزيد بشكل هائل من صعوبة توفير العاملين الصحيين للمساعدة. إنّ الوضع عبثي بالفعل”.

منذ بدء النزاع، وقعت عدة حوادث تضررت على إثرها مقرات أطباء بلا حدود في السودان، إليكم بعض منها: 

  • بين 16 و20 مايو/أيار، تعرض مستودع أطباء بلا حدود في الخرطوم للنهب والاحتلال وسُرق منه الوقود والسيارات والإمدادات الطبية وفسدت الأدوية.
  • بين 17 و23 مايو/أيار، تعرض مكتب أطباء بلا حدود في زالنجي للنهب، كما نُهب مستشفى زالنجي التعليمي، ودُمّر مولّد الكهرباء، وسُرق الوقود الذي تبرعت به أطباء بلا حدود لتشغيل المولدات وسيارات الإسعاف. 
  • في 19 مايو/أيار، تم الاستيلاء على ثلاث سيارات لأطباء بلا حدود بعدما اقتحم رجال مسلحون مكتب أطباء بلا حدود في الخرطوم.
  • في 18 مايو/أيار، نُهب أحد بيوت الضيافة التابعة لأطباء بلا حدود في نيالا في جنوب دارفور. وكانت أطباء بلا حدود قد أُجبرت على تعليق أنشطتها الطبية في جنوب دارفور إثر تعرض مجمعها ومستودعها للنهب العنيف في نيالا في 16 أبريل/نيسان، حيث سُرقت مركبتان، ومازال المقاتلون المسلحون يحتلون هذا المستودع حتى الآن.
  • في 11 مايو/أيار، نُهب مكتب أطباء بلا حدود في الخرطوم وسرقت مركبتان.
  • في 4 مايو/أيار، نُهب مكتب أطباء بلا حدود في الجنينة.
  • في 26 أبريل/نيسان، نهب مستشفى الجنينة التعليمي، حيث تدير منظمة أطباء بلا حدود قسمين للأطفال والتغذية، وتضررت أجزاء من المستشفى أو دُمرت، ومازال المستشفى مغلقًا في أعقاب الهجوم.

لا تتعرض أطباء بلا حدود وحدها لهذه الأعمال، بل تقع ضحية موجة واسعة النطاق من هجمات يشنها الطرفان المتنازعان بتغاضٍ تام عن حياة المدنيين وسلامة البنى التحتية ومرافق الرعاية الصحية. وحتى 22 مايو/أيار، وثقت منظمة الصحة العالمية  38 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية منذ اندلاع النزاع. وفي حين يحمي القانون الدولي الإنساني المستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الصحية، تفيد تقارير باحتلال مجموعات مسلحة للمستشفيات، ما يضعّف مستوى الحماية ويعرّض المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية والبنى التي تقدم الخدمات الصحية للخطر. 

نشعر بالصدمة والهلع جراء هذه الهجمات المشينة... إنّ الوضع عبثي بالفعل".
جان نيكولا آرمسترونغ دانجسلير، منسق الطوارئ في أطباء بلا حدود في السودان

ويأتي ذلك في وقت يترك النزاع عواقب وخيمة على السكان في السودان. ففي الخرطوم ودارفور وأماكن أخرى تشهد قتالًا عنيفًا، مازال السكان يعانون من العنف المستمر، ويتعرضون لإصابات بالأعيرة النارية وللعنف الجنسي والطعن والانفجارات. ومن شأن القتال والغارات الجوية وأعمال العنف الأخرى التي تقع بالقرب من المرافق الصحية أن تبث الخوف في نفوس المرضى والطواقم، ما يحول دون وصولهم إليها.

يعاني السكان كذلك من نقص الطعام ومياه الشرب في جميع أنحاء البلاد، ما يضطرهم إلى التنقل الدائم في محاولة لتلبية احتياجاتهم الأساسية. يحظى الوصول إلى الدعم الإنساني والرعاية الصحية بأهمية بالغة، لكن نظام الرعاية الصحية في السودان يعاني أساسًا من شح الإمدادات الأساسية.

تعرقل التحديات الإدارية واللوجستية كذلك أنشطة أطباء بلا حدود الطبية، إذ يفرض نقل الإمدادات بين المناطق في السودان تحديات هائلة. وعلى الرغم من أن أطباء بلا حدود تمكنت من إرسال فرق الطوارئ إلى السودان خلال الأسابيع الأولى من النزاع، إلا أنها تواجه منذ ذلك الحين صعوبات في الحصول على تراخيص تخولهم السفر إلى مواقع المشاريع، أو في تأمين تأشيرات لموظفين إضافيين.

تدير أطباء بلا حدود مشاريع طبية في السودان في ولايات الجزيرة والقضارف وكسلا والخرطوم والبحر الأحمر وشمال دارفور وغربها وجنوبها ووسطها والنيل الأزرق. وتشمل الخدمات التي نقدمها علاج جرحى الحرب في الخرطوم وشمال دارفور وتوفير الرعاية الصحية وخدمات المياه والصرف الصحي للاجئين والنازحين في ولايتي القضارف والجزيرة والتبرع بالإمدادات الطبية ولوازم أخرى إلى المرافق الصحية. ونظرًا لكون أطباء بلا حدود منظمة طبية محايدة ومستقلة وغير متحيزة، فإنها توفر الرعاية الصحية بناءً على الاحتياجات الطبية وحدها وتعالج من هم في أمس الحاجة إليها، بصرف النظر عن انتمائهم إلى أي طرف من أطراف النزاع. 

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on print
Print