أطباء بلا حدود تحث على حماية المدنيين والطواقم الطبية في خضم القصف الإسرائيلي في لبنان
بيروت، لبنان 10 أكتوبر/تشرين الأول – مع اشتداد الهجمات الإسرائيلية في لبنان، تُجبر مرافق الرعاية الصحية في المناطق الأشد تضررًا من الغارات الجوية على الإغلاق، ما يؤدي إلى عواقب وخيمة على المدنيين وإمكانية حصولهم على الرعاية الصحية.
تعمل فرق أطباء بلا حدود بلا كلل لضمان استمرار الرعاية في مرافقنا الحالية، بالإضافة إلى توسيع نطاق أنشطتنا لتلبية الاحتياجات النابعة من النزاع المستمر. إلا أننا وبسبب الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة اضطررنا إلى تعليق بعض الأنشطة في المناطق الأشد تضررًا. نحن مستمرون في تكييف أنشطتنا كي نزوّد الناس بالرعاية الصحية التي تشتد الحاجة إليها.
تحثّ أطباء بلا حدود جميع الأطراف المتحاربة على عدم التعرّض للمدنيين والمرافق الطبية والعاملين في المجال الطبي في لبنان لضمان قدرة خدمات الرعاية الصحية الحيوية على تلبية احتياجات الناس الطبية العاجلة بشكل كافٍ.
اضطرت أطباء بلا حدود في الأسبوع الماضي إلى إغلاق عيادتها بالكامل في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في ضاحية بيروت الجنوبية. كما اضطررنا إلى وقف أنشطتنا مؤقتًا في بعلبك-الهرمل، شمال شرق لبنان، وهاتان المنطقتان متضررتان بشدة من القصف.
ويضيف زامباريني، “أعدنا افتتاح عيادتنا في الهرمل بشكل جزئي هذا الأسبوع لضمان حصول المرضى على أدويتهم وتزويدهم بمخزون من شهرين إلى ثلاثة أشهر من الأدوية الأساسية، بناء على شدة حالاتهم وعلى المخاطر الطبية”.
تشتد احتياجات المرضى في هذه المناطق، وهم يعانون من أجل الحصول على الرعاية الصحية التي هم في أمس الحاجة إليها. وقد أدى إغلاق المرافق الطبية إلى تركهم من دون الخدمات الأساسية التي يحتاجونها، وتحديدًا أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة.
لا تزال فرق أطباء بلا حدود كذلك غير قادرة على العمل كما يجب في جنوب لبنان بسبب انعدام ضمانات الأمان للطواقم الطبية.
ويشرح زامباريني، “قُصف في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول أحد المستشفيات التي خططنا لدعمها وتبرعنا لها بالأدوية ومجموعات الرعاية بالإصابات البالغة، في النبطية التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن خطوط الجبهة النشطة”.
أُجبر فريق طبي متنقل تابع لأطباء بلا حدود على وقف أنشطته، وهو كان يدعم بفاعلية مراكز الرعاية الصحية العامة في النبطية ومناطق أخرى قريبة من الحدود اللبنانية منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023. لم يعد الفريق قادرًا على الوصول إلى المناطق القريبة من الحدود كما كان يفعل، ويقتصر عمله حاليًا على العمل وصولًا إلى صيدا فقط، والتي تبعد قرابة 50 كيلومترًا شمال الحدود الجنوبية، حيث الاحتياجات في ذروتها.
وفي الأسبوعين الماضيين، تسببت الغارات الإسرائيلية بمقتل ما لا يقل عن خمسين مسعفًا. وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للقتلى من العاملين في مجال الرعاية الصحية منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي إلى أكثر من مئة شخص، وفقًا لما أوردته وزارة الصحة العامة اللبنانية[1]. كذلك أدى القصف الإسرائيلي العنيف إلى تعطيل الوصول إلى الرعاية الطبية في جميع أنحاء لبنان وبشكل كبير. وحتى الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2024، أُغلقت ستة مستشفيات و40 مركزًا للرعاية الصحية الأساسية لأن شدة القتال جعلت العمل فيها من المستحيل بسبب عدم وجود ضمانات للسلامة، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية[2].
يفاقم النزاع المسلح أزمة إنسانية مستمرة؛ ما يزيد من استشراء الاحتياجات القائمة. وكان نظام الرعاية الصحية في لبنان مثقلًا بالأعباء أساسًا بفعل الأزمة الاقتصادية في البلاد، والتي تسببت بهجرة الكثير من الكوادر الطبية وباستنزاف قدرات المرافق الطبية ومواردها. تواجه المراكز الصحية المحلية، والتي تعمل بأقصى طاقتها، ضغوطًا متزايدة فيما تحاول تلبية الاحتياجات الطبية المتزايدة للسكان النازحين.
يفوق حجم النزوح في لبنان بشكل كبير قدرة البلاد على توفير الملاجئ المناسبة، حيث بلغ عدد النازحين أكثر من مليون شخص، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين[3]. وغالبية الملاجئ التي يحتمي بها الناس في حالة يرثى لها. واستجابة لذلك، نشرت أطباء بلا حدود 12 فريقًا طبيًا متنقلًا في مختلف المحافظات اللبنانية، ومنها بيروت وجبل لبنان وصيدا وطرابلس والبقاع وعكار. توفر هذه الفرق الإسعافات النفسية الأولية والاستشارات الطبية العامة والدعم النفسي، بالإضافة إلى التبرع بالفرشات ومستلزمات النظافة الشخصية والوجبات الساخنة. إلا أن احتياجات الناس تفوق وبشدة ما يمكننا تغطيته.
[1] Health workers in Lebanon describe deadly Israeli attacks on colleagues and fear more | AP News
[2] Today’s top news: Lebanon, Occupied Palestinian Territory and Israel, Syria, Haiti, Ukraine, Eastern Africa
[3] المفوض السامي غراندي يدعو إلى توفير الدعم الإنساني العاجل للبنان ووقف إراقة الدماء
استجابة أطباء بلا حدود للأزمة الإنسانية في لبنان
استجابةً للتصعيد المستمر للنزاع والقصف الإسرائيلي المكثف في لبنان، نشرت أطباء بلا حدود 12 فريقًا طبيًا متنقلًا في مختلف المحافظات اللبنانية، ومنها بيروت وجبل لبنان وصيدا وطرابلس والبقاع وعكار. توفر هذه الفرق الإسعافات النفسية الأولية والاستشارات الطبية العامة والأدوية والدعم النفسي. توزع أطباء بلا حدود كذلك المواد الأساسية مثل البطانيات والفرشات ومستلزمات النظافة الشخصية، بالإضافة إلى توفير المياه بالشاحنات للمدارس والملاجئ التي يتجمع فيها النازحون. بالإضافة إلى ذلك، نوفّر الوجبات الساخنة ومياه الشرب لمئات العائلات النازحة. تبرعت أطباء بلا حدود كذلك بالوقود ومستلزمات الإصابات البالغة لعدة مستشفيات، وخزنت عشرة أطنان من الإمدادات الطبية ودربت أكثر من مئة عامل في مجال الرعاية الصحية على رعاية الإصابات البالغة وإدارة الإصابات الجماعية في جميع أنحاء البلاد.