السودان: أطباء بلا حدود توقف أنشطتها في مخيم زمزم

بورتسودان، 24 فبراير/شباط 2025 – إن التصعيد الحالي للهجمات والقتال داخل وحول مخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر في شمال دارفور يجعل من المستحيل على منظمة أطباء بلا حدود مواصلة تقديم المساعدة الطبية في مثل هذه الظروف الخطرة. وعلى الرغم من انتشار الجوع على نطاق واسع والاحتياجات الإنسانية الهائلة، ليس لدينا خيار سوى اتخاذ قرار بتعليق جميع أنشطتنا في المخيم، بما في ذلك المستشفى الميداني لمنظمة أطباء بلا حدود.
في الأسابيع الثلاثة الأولى من فبراير/شباط، استقبلت فرقنا في زمزم 139 جريحاً في المستشفى الميداني لأطباء بلا حدود، ومعظمهم يعانون من إصابات بطلقات نارية وشظايا. ولا يمكن لمرفق أطباء بلا حدود، المصمم للمساعدة في معالجة أزمة سوء التغذية الهائلة التي يشهدها المخيم، والذي أُعلن أنه يمر بظروف مجاعة وفق (التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) في العام الماضي، توفير جراحة الإصابات لأشخاص لديهم حالات حرجة.
شهدت المنطقة قتالاً عنيفاً بين قوات الدعم السريع والقوات المشتركة، وهي تحالف من الجماعات المسلحة المتحالفة مع القوات المسلحة السودانية، مع عواقب وخيمة على المدنيين. حاصرت قوات الدعم السريع وقصفت بلدة الفاشر خلال الأشهر العشرة الماضية، وكثفت هجومها في الأسابيع الأخيرة وشنت هجمات على مخيم زمزم، ولا سيما في 11 و 12 فبراير. ويجد الأشخاص الذين كانوا يكافحون من قبل من أجل توفير سبل المعيشة أن توفُّر الماء والغذاء أصبح الآن أكثر عرضة للخطر، حيث تعرض السوق المركزي للنهب والحرق.
“ومع ذلك، مع احتدام معركة الفاشر ووصولها الآن مباشرة إلى مخيم زمزم، لا يتوفر حالياً الحد الأدنى من الظروف الأمنية لنا للبقاء. ويضيف يحيى كليلة: “إن القرب الشديد من العنف، والصعوبات الكبيرة في إرسال الإمدادات، واستحالة إرسال موظفين ذوي خبرة لتوفير الدعم الكافي، وعدم اليقين بشأن طرق الخروج من المخيم لزملائنا والمدنيين لا يترك لنا الكثير من الخيارات”.
يستضيف مخيم زمزم حوالي 500,000 شخص، وقد شهد وصول وافدين جدد فروا من أبو زريقة وشقرة وسلومة، يقيمون الآن في المدارس أو المباني المجتمعية أو تحت الأشجار في العراء. وقد أخبروا فرقنا عن حوادث إضرام النيران في المنازل والنهب والعنف الجنسي والقتل والضرب وغيرها من الانتهاكات في قرى وطرق محلية الفاشر. كما وصلت مئات العائلات إلى طويلة، وأحياناً كانوا يأتون حفاة بعد أن تركوا كل شيء وراءهم وهربوا من العنف المروع في طريقهم.
تشعر منظمة أطباء بلا حدود بقلق عميق بشأن سلامة موظفيها ومئات الآلاف من الأشخاص في مخيم زمزم وتحث قوات الدعم السريع والقوات المشتركة وجميع الجهات الفاعلة المسلحة في المنطقة على حماية المدنيين والسماح لأولئك الراغبين في الفرار بالقيام بذلك دون أن يصابوا بأذى.
في شمال دارفور، نواصل إدارة أنشطة الطوارئ في طويلة مع البحث عن كل طريقة ممكنة لمساعدة الناس في زمزم والفاشر دون تعريض موظفينا لمستويات خطر غير مقبولة. وفي غرب ووسط وجنوب دارفور وأجزاء أخرى من البلاد، تواصل فرقنا الاستجابة لأزمة سوء التغذية الكارثية والأزمة الصحية الناجمة عن نزاع لا هوادة فيه، والعقبات المستمرة من الأطراف المتحاربة، والتي تفاقمت بسبب فشل الاستجابة الإنسانية. وتكرر أطباء بلا حدود دعوتها إلى زيادة تقديم المساعدات بشكل كبير في العديد من الأماكن التي لا يزال ذلك ممكناً فيها. ويجب على الأطراف المتحاربة السماح بوصول المساعدات دون عوائق، ويجب على حلفائها والدول المؤثرة استخدام نفوذها لتخفيف العقبات التي تسبب الوفيات والجوع.