مقتل أطباء عاملين مع أطباء بلا حدود إثر ضربة على مستشفى العودة شمال غزة

مقتل أطباء عاملين مع أطباء بلا حدود إثر ضربة على مستشفى العودة شمال غزة

21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 – تنعي منظمة أطباء بلا حدود ببالغ الغضب والأسى طبيبيها د. محمود أبو نجيلة ود. أحمد السحار وطبيب ثالث كان يعمل في مستشفى العودة هو د. زياد التتري بعدما قتلوا بضربة على مستشفى العودة، أحد آخر المستشفيات المستمرة في العمل في شمال غزة. قلوبنا مع عائلاتهم وزملائهم ونتقدم بخالص تعازينا لهم.

كان الطبيبان أبو نجيلة والسحار في المرفق عندما ضُرب الطابقان الثالث والرابع منه. هذا وتعرّض آخرون من الطاقم الطبي لإصابات شديدة من بينهم عاملون مع أطباء بلا حدود. تشارك أطباء بلا حدود معلومات حول مستشفى العودة بشكل دوري مع الأطراف المتحاربة إذ ما زال المستشفى في الخدمة ويتواجد فيه طواقم تابعة للمنظمة، كما أنها شاركت الإحداثيات مع السلطات الإسرائيلية يوم أمس.

 ندين هذه الضربة بأشد التعابير ونكرر دعوتنا إلى احترام المرافق الطبية والطواقم الطبية والمرضى وحمايتهم.

وفي وقت كتابة هذا البيان، يتواجد أكثر من 200 مريض داخل مستشفى العودة ولا يمكنهم الحصول على مستوى الرعاية التي يحتاجونها. يجب إجلاء هؤلاء المرضى بشكل عاجل وآمن إلى مستشفيات أخرى ما زالت تعمل، مع أن جميع مستشفيات غزة تعمل فوق طاقتها منذ أكتوبر/تشرين الأول بسبب نقص المواد المستمر والهجمات وتدفق المرضى الكبير.

هذا حادث جديد يتعرّض له العاملون مع أطباء بلا حدود خلال أيام قليلة. يواجه زملاؤنا الذين يساعدون مئات المرضى في غزة أوقاتًا عصيبة خلال توفيرهم ما يقدرون عليه من الرعاية الطبية. ومشهد قتل الأطباء إلى جانب أسرّة المستشفى أقل ما يمكن القول عنه أنه مروّع ويجب أن يتوقّف حالًا.

يعدّ الهجوم على المرافق الطبية انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني رغم أنه أصبح ذلك منهجيًا في الأسابيع الماضية. نكرّر دعوتنا لوقف إطلاق النار فورًا في غزة – اليوم أكثر من أي وقت مضى – ورفع الحصار وحماية المرافق والطواقم الطبية.

تعمل أطباء بلا حدود في مستشفى العودة منذ عام 2018 حيث توفّر العمليات الجراحية الترميمية للبالغين وجراحة الإصابات البليغة للأطفال. نشيد بشجاعة زملائنا، لن ننساهم وسيبقون في بالنا أبدًا.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print

غزة: أطباء بلا حدود تستنكر هجوم متعمّد لقافلتها الذي كانت تنقل العاملين معها، ما أسفر عن مقتل شخص وجرح آخر

غزة: أطباء بلا حدود تستنكر هجوم متعمّد لقافلتها الذي كانت تنقل العاملين معها، ما أسفر عن مقتل شخص وجرح آخر

خلال يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قُتل أحد أقارب عامل مع منظمة أطباء بلا حدود وتعرّض شخص آخر للإصابة جرّاء اعتداء على قافلة لأطباء بلا حدود كانت تخلي 137 شخصًا هم عاملون فلسطينيون مع المنظمة وعائلاتهم. كان هؤلاء عالقين في مبانٍ تابعة للمنظمة قرب مستشفى الشفاء في غزة لمدة أسبوع. تستنكر منظمة أطباء بلا حدود هذا الهجوم المتعمّد بأشد العبارات.

وفي تمام الساعة التاسعة صباحًا بالتوقيت المحلي من اليوم نفسه، خرجت قافلة مكوّنة من خمس سيارات لأطباء بلا حدود – جميعها موسومة بشعارات المنظمة بما في ذلك على سقف السيارات – ناقلة 137 شخصًا هم عاملون مع المنظمة وأفراد عائلاتهم من بينهم 65 طفلًا. توجّهت القافلة من مباني أطباء بلا حدود (وهي منزل ومكتب وعيادة خارجية جميعها على مقربة من مستشفى الشفاء) إلى جنوبي غزة بحثًا عن مكان أكثر أمانًا. منذ 11 نوفمبر/تشرين الثاني وهم عالقون في مرمى النيران بسبب القتال الدائر، وقد طالبت منظمة أطباء بلا حدود مرارًا منذ ذلك اليوم بإخلائهم بأمان.

هذا وقد أعلمت أطباء بلا حدود طرفَي النزاع مسبقًا بهذه التحركات. تنقّلت القافلة على طول الطريق التي حدّدها الجيش الإسرائيلي ووصلوا إلى شارع صلاح الدين حالهم كحال المدنيين الذين يحاولون مغادرة المنطقة.

وصلت القافلة إلى نقطة التفتيش الأخيرة قرب وادي غزة التي كانت مكتظة بسبب تفتيش القوات الإسرائيلية المكثّف للفلسطينيين. وعلى الرغم من إعلام الجيش الإسرائيلي بالتنقّل، لم يُسمح للعاملين معنا بعبور الحاجز لساعات. عندما سمعوا صوت إطلاق النار، اضطروا إلى أن يعودوا أدراجهم بسبب الخوف متوجّهين إلى مباني أطباء بلا حدود التي تبعد حوالي 7 كيلومتر من نقطة التفتيش.

وفي طريق العودة، بين الساعة الثالثة والنصف والساعة الرابعة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، تعرّضت القافلة للهجوم في شارع الوحدة قرب تقاطع شارع سعيد العاص بالقرب من مكتب المنظمة. أصيبت سيارتان عمدًا ما أسفر عن مقتل فرد من عائلة عامل مع المنظمة بينما أصيب شخص آخر.

تدعو أطباء بلا حدود إلى السماح بالإخلاء العاجل لزملائنا وآلاف الناس العالقين وسط القتال والذين يعيشون في ظروف مزرية للغاية في شمالي غزة.

ندعو إلى وقف إطلاق النار فورًا بما أنها الطريقة الوحيدة لتنفيذ الممرات التي يمكن عبرها إخلاء المدنيين العالقين بأمان.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print

غزة: في أيام من القتال المتواصل، آلاف المدنيين عالقون تحت خطر الموت، بمَن فيهم أكثر من مئة عامل مع أطباء بلا حدود وعائلاتهم

غزة: في أيام من القتال المتواصل، آلاف المدنيين عالقون تحت خطر الموت، بمَن فيهم أكثر من مئة عامل مع أطباء بلا حدود وعائلاتهم

لا يزال القتال والقصف المتواصلين والكثيفين في مدينة غزة يمنعان آلاف الناس من مغادرة المنطقة بأمان. خلال الأيام الستة الماضية، حاولت أطباء بلا حدود إخلاء بعض العاملين معها وعائلاتهم، وهم 137 شخص بينهم 65 طفلًا عالقون حاليًا داخل مبنى تابع للمنظمة قرب مستشفى الشفاء. ندعو بصورة عاجلة إلى وقف إطلاق النار بما أنها الطريقة الوحيدة لتنفيذ الممرات التي يمكن عبرها إخلاء آلاف المدنيين بأمان ومن بينهم العاملين مع أطباء بلا حدود وأقربائهم.

منذ يوم السبت الماضي والعاملون مع أطباء بلا حدود وعائلاتهم غير قادرين على الخروج من المبنى بسبب القتال الدائر. وفي يوم الثلاثاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني، تم إطلاق أعيرة نارية على منزل تابع للمنظمة، لكن لحسن الحظ لم يتأذّ أحد. أما البارحة، فقد أُصيب مبنى مكتب المنظمة بالشظايا بينما تعرّضت خزانات مياه المنزل نفسه للقصف. واليوم، أعلمَنا زملاؤنا بأن القتال الشديد يقترب منهم. آلاف المدنيون العالقون في المستشفيات وأماكن أخرى في مدينة غزة يعانون المصير ذاته وحياتهم معرّضة للخطر في الأيام المقبلة، أو حتى الساعات المقبلة.

تقول آن تايلور، رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في الأراضي الفلسطينية، “يسمع زملاؤنا أصوات الرصاص والقصف والمسيّرات كل الوقت. يمكننا أن نسمع هذه الأصوات عندما نكلّمهم عبر الهاتف. يبقى طريق الإخلاء إلى جنوبي غزة غير آمن”.

وتضيف، “إنهم مرتعبون، نفد منهم الطعام منذ أيام وبدأ الأطفال يمرضون بسبب شرب المياه المالحة، يجب إخلاؤهم فورًا”.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print

الرعاية الطبية للسكري قصص مرضى وأقلام الأنسولين

الرعاية الطبية للسكري قصص مرضى وأقلام الأنسولين

عمري 40 عامًا، ولكن الناس يظنون أنني في الخمسين من عمري. هرمنا خلال هذا الوقت. ما زلت أفكر في مستقبلها، والتفكير متعب جدًا
والد سيوار

سيوار، ست سنوات، تتلقى علاجًا لمرض السكري من النوع الأول في عيادة منظمة أطباء بلا حدود في عرسال، بعلبك- الهرمل، حيث تدير المنظمة مشروعًا لعلاج الأمراض المزمنة ومن ضمنها مرض السكري. 

سيوار، ست سنوات، تتلقى علاجًا لمرض السكري من النوع الأول في عيادة منظمة أطباء بلا حدود في عرسال، بعلبك

يشاركنا والد سوار الذي يعيش في قلق مستمر ما يقاسيه آباء وأمهات المصابين بمرض السكري من النوع الأول الذين يحتاجون إلى أخذ الأنسولين كل يوم لهدف بسيط هو البقاء على قيد الحياة. 

السكري هو مرض معقد ويتطلب رعاية دقيقة. على الأشخاص الذين يعيشون مع مرض السكري من النوع الأول أن يأخذوا حقن الأنسولين بانتظام يوميًا للبقاء على قيد الحياة والتمتع بصحة جيدة. كما يمكن أن تؤدي الاختلالات المفاجئة في مستويات السكر في الدم، إذا لم يتم مراقبتها، إلى مضاعفات خطيرة وآثار جانبية طويلة الأمد. يؤثر مرض النوع الأول على الأفراد من جميع الأعمار، بما في ذلك الرضع والأطفال والمراهقين، ما يجعل التكيف مع هذا المرض المزمن طوال الحياة أمرًا صعبًا على الوالدين أو المقدمين الرعاية والمرضى على حد سواء. 

منذ عام 2022، قامت منظمة أطباء بلا حدود بإدراج أقلام الأنسولين كجزء من الرعاية الطبية المقدمة للمرضى الذين يعيشون مع مرض السكري في عيادتينا في عرسال والهرمل، لتخفيف جزء من التحديات التي يواجها الأفراد الذين يعانون من مرض السكري. تقدم أجهزة أقلام الأنسولين فوائد عديدة مقارنة بالقوارير المستعملة مسبقًا. الفارق الرئيسي يكمن في تصميمها السهل الاستخدام. على عكس الحقن، تأتي أقلام الأنسولين معبأة مسبقًا بالأنسولين، مما يلغي الحاجة إلى سحب الأنسولين من الزجاجات ويبسط العملية بأكملها. وتضمن أقلام الأنسولين توصيل جرعة دقيقة من الأنسولين. كما أن الطابع الصغير والخفيف والمحمول لأقلام الأنسولين يجعلها اختيارًا مناسبًا للأشخاص الذين يتنقلون، مثل النازحين أو اللاجئين. إمكانية استخدامها من قبل مرضانا تعزز التزامهم بخطط العلاج وتحسين جودة الحياة، خاصة بالنسبة للحالات الصعبة مثل الأطفال والمراهقين الذين يديرون مرض السكري. 

تعد الحياة مع مرض السكري تحديًا أساسيًا لأي شخص، بصرف النظر عما إذا كان من الأقل أو الأكثر حظًا. ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يفتقرون إلى المأوى والسكن، والأمن الغذائي، ووسائل التبريد، والكهرباء، وما إلى هنالك، تُيسّر أقلام الأنسولين الوضع على المرضى
د. بيفرلي براتر، طبيبة مختصة في الأمراض المزمنة في منظمة أطباء بلا حدود
منذ عام 2022، قامت منظمة أطباء بلا حدود بإدراج أقلام الأنسولين كجزء من الرعاية الطبية المقدمة للمرضى الذين يعيشون مع مرض السكري في عيادتينا في عرسال والهرمل، لتخفيف جزء من التحديات التي يواجها الأفراد الذين يعانون من مرض السكري.

أتطلع على كيف أحدثت هذه التغييرات تحسينًا لا يقتصر فقط على النتائج الطبية الإيجابية، ولكن أيضًا على تعزيز جودة حياة أولئك الذين يعيشون مع حالات مزمنة من خلال المزيد من قصص مرضى وموظفين أطباء بلا حدود. 

علي، الذي يبلغ الآن 16 عامًا، كان عمره 7 سنوات عندما تم تشخيصه بالسكري من النوع الأول. كان من الصعب عليه التكيف مع أخد حقن الأنسولين 4 أو 5 مرات يوميًا باستخدام الحقن التقليدية. "بعدما بدأت بأخذ أقلام الأنسولين، عدت الخروج من المنزل."
موسى، عشر سنوات، هو صبي محب ومرح. تم تشخيص موسى بإصابته بـ #السكري عند سن الثالثة. تتيح له أقلام الإنسولين السيطرة على علاجه والعيش حياة 'عادية'. "لقد بدأت استخدام أقلام الإنسولين في السنة الماضية... أتخذها بنفسي في المنزل أو في المدرسة وحتى عندما يكون لدي حفل
Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print

غزة: المرضى والكوادر الطبية عالقون في المستشفيات تحت النيران – على الهجمات أن تتوقف فورًا

غزة: المرضى والكوادر الطبية عالقون في المستشفيات تحت النيران – على الهجمات أن تتوقف فورًا

خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، رزحت المستشفيات في غزة تحت القصف من دون انقطاع. وقُصف مجمع مستشفى الشفاء عدة مرات، بما في ذلك قسم الأمومة والعيادات الخارجية، ما أوقع عددًا من الضحايا والمصابين، علمًا أنه المرفق الصحي الأكبر حيث تواصل كوادر أطباء بلا حدود العمل. هذا ولم تتوقف الأعمال العدائية حوله. وما زالت فرق أطباء بلا حدود ومئات المرضى متواجدين في المستشفى. وفي هذا السياق، تكرر أطباء بلا حدود دعوتها إلى وقف الهجمات على المستشفيات والوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المرافق والطواقم الطبية والمرضى.

“نحن نُقتل هنا، افعلوا شيئًا من فضلكم”، كانت هذه الرسالة النصية التي أرسلها ممرض في أطباء بلا حدود من قبو مستشفى الشفاء هذا الصباح حيث يحتمي مع عائلته من القصف المتواصل. ويقول في هذا الصدد، “تلجأ أربع أو خمس عائلات في القبو الآن، والغارات شديدة القرب منا. أولادي يبكون ويصرخون من الخوف”.

“وتعلق رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في الأراضي الفلسطينية المحتلة، آن تايلور، “الوضع في مستشفى الشفاء كارثي فعلًا. ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى وقف هذا الاعتداء المتواصل على النظام الصحي في غزة. يتواجد كوادرنا ومرضانا داخل المستشفى والقصف العنيف لم يتوقف منذ الأمس”.

مستشفى الشفاء هو مجمع الاستشفاء الأساسي في قطاع غزة، إذ يضم 700 سرير ويقدم الرعاية الطارئة والجراحية للمرضى. في موازاة ذلك، لم تعد غيره من مرافق القطاع قادرة على استقبال أو علاج هذا العدد الكبير من المصابين بجروح معقدة أو حتى مهددة للحياة. وعلى الرغم من الهجمات المنتظمة والنقص الكبير في المستشفى، تمكّن الطاقم من الاستمرار في تشغيله، علمًا أنّ التيار الكهربائي قد انقطع عن مستشفى الشفاء يوم أمس. ولم تعد سيارات الإسعاف قادرة على التحرك لنقل الجرحى في حين منع القصف المستمر المرضى والموظفين من إخلاء المستشفى. وفي أثناء كتابة هذا المقال، شهدت فرقنا إطلاق النار على أشخاص وهم يحاولون الفرار من المستشفى.

ويوضح الدكتور محمد عبيد، وهو جراح يعمل مع أطباء بلا حدود في مستشفى الشفاء، “خضع الكثير من المرضى لجراحات مؤخرًا وليس بإمكانهم السير بعد، ناهيكم عن إخلاء المستشفى. نحتاج إلى سيارة إسعاف لنقلهم، وليس لدينا سيارات إسعاف لإجلاء جميع المرضى”.

ويتساءل، “لا نستطيع المغادرة. فمنذ صباح [أمس]، أجرينا عمليات جراحية لـنحو 25 مريضًا. وإن لم أبقَ هنا مع جراح آخر، فمن سيعتني بهم؟ في المستشفى مريض يحتاج إلى عملية جراحية، وآخر ما زال نائمًا [تحت تأثير التخدير]”.

تدين أطباء بلا حدود حكم الإعدام الصادر بحق المدنيين المحاصرين حاليًا في مستشفى الشفاء والمذيل بتوقيع الجيش الإسرائيلي. لا بد من وقف عاجل وغير مشروط لإطلاق النار من جميع الأطراف المتحاربة؛ كما يجب إمداد جميع أنحاء قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية بصورة فورية.

فقدت أطباء بلا حدود الاتصال مع جراح يعمل ويقيم في مستشفى القدس مع عائلته. وأُبلغ أن المرافق الصحية الأخرى، بما في ذلك مستشفى الرنتيسي الذي دعمته أطباء بلا حدود في الماضي، حوصرت بالدبابات الإسرائيلية كذلك.

نناشد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا والدول الأعضاء في جامعة الدول العربية والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي، الذين دعوا مرارًا إلى احترام القانون الدولي الإنساني، لاتخاذ الإجراءات اللازمة وضمان وقف فوري لإطلاق النار. إن الفظائع التي تتكشف أمامنا في غزة تؤكد أن دعوات ضبط النفس والالتزام بالقانون الدولي الإنساني لم تلقَ آذانا صاغية. لذلك، فاتخاذ إجراءات هادفة من شأنها التوصل إلى وقف إطلاق النار يعد الطريقة الأكثر فعالية لضمان حماية المدنيين.

تعرّض آلاف الأشخاص لإصابات منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وبعضهم في حالة حرجة وسيحتاجون إلى عمليات جراحية معقدة وعلاج يمتد لأسابيع إن لم يكن لأشهر. لا يمكن تحقيق ذلك إلا عبر وقف إطلاق النار بشكل كامل والإيصال غير المشروط للمساعدات الإنسانية إلى القطاع، بما في ذلك الغذاء والوقود والمياه. فقد أمسى كل ما ذُكر سبيل النجاة الأساسي للسكان في غزة.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print

القوات الإسرائيلية والمستوطنون يصعدون العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية

القوات الإسرائيلية والمستوطنون يصعدون العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية

إنها الساعة 2:30 ليلاً والأطباء متجمعون خارج مدخل مستشفى جنين في الضفة الغربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. هدوء قصير لا تسمع فيه صوت إطلاق النار، ثم تسمع صوت رجال يصرخون وصوت احتكاك الإطارات بالأرض، تدخل مركبة تُكتك ذات ثلاث عجلات بوابات المستشفى. وسرعان ما تبدأ حزمة الجثث المغطاة بالدماء على ظهر التُكتك في الظهور.

يُحمَل شبّان قد ثقبت رصاصات بطونهم وأسفل أفخاذهم على النقالات ويُدفعون إلى غرفة الطوارئ، حيث يتم فحصهم وتضميدهم ونقلهم على وجه السرعة إلى غرفة العمليات.

معظم الجرحى الذين نستقبلهم أصيبوا بأعيرة نارية في البطن والساقين. بعضهم تهشم كبده وطحاله بينما لدى البعض الآخر إصابات وعائية خطيرة. كانت هناك حالة مؤسفة للغاية، لرجل كان يسير أمام مدخل المستشفى مباشرة عندما أطلق قناص النار عليه في رأسه. العنف مستمر ومعظم الجرحى الذين نستقبلهم يعانون من إصابات تهدد حياتهم.
الدكتور بيدرو سيرانو، طبيب وحدة العناية المركزة في أطباء بلا حدود

منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر، كان هناك انتشار مفرط للعنف في جميع أنحاء الضفة الغربية. ففي جنين، يستدعى أطباء الطوارئ التابعين لأطباء بلا حدود إلى المستشفى العام كل ليلة تقريباً، حيث تضرب التوغلات الإسرائيلية بالدبابات والقوات البرية المدينة. خلال الشهر الماضي، قتلت القوات الإسرائيلية 30 شخصاً وأصابت 162 آخرين على الأقل في مدينة جنين وحدها.

ويتعين على المسعفين المحليين في مخيم جنين للاجئين استخدام التكتك، الذي تبرعت به منظمة أطباء بلا حدود، للتنقل عبر الأزقة الضيقة للمخيم لنقل الجرحى. وغالباً ما تغلق القوات الإسرائيلية مدخل المخيم، ما يجعل من المستحيل تقريباً على عربات الإسعاف الدخول والخروج مع الجرحى ذوي الحالات الخطرة في الوقت المناسب لإنقاذ حياتهم.

خارج المستشفى، توجد سيارة إسعاف مخترقة بثقوب الأعيرة النارية، وحولها مجموعة من المسعفين الذين يحدقون بذهول في الليل الصاخب. يقول أحدهم إنهم تعرضوا لإطلاق النار أثناء محاولتهم الوصول إلى الجرحى في المخيم، مما أجبرهم على إخلاء سيارة الإسعاف والاحتماء على الأرض لمدة 20 دقيقة حتى غادرت القوات الإسرائيلية.  

يمكن رؤية أثر الدمار ليس فقط من خلال الأشخاص الذين أصيبوا بطلقات نارية وشظايا في مستشفى جنين، ولكن أيضاً في المدينة نفسها، حيث دُمّرت البنية التحتية والمباني الفلسطينية الرمزية بواسطة الجرافات والدبابات.

التوغلات والحوادث العنيفة لا تقتصر على جنين. في أنحاء الضفة الغربية، قُتل 165 فلسطينياً منذ 7 أكتوبر وأصيب أكثر من 2400*، وفقاً للسلطات الفلسطينية.

وفضلاً عن ذلك، فإن ما يصل إلى 6000 من سكان غزة الذين كانوا يعملون في إسرائيل قبل الحرب، لكن تم إلغاء تصاريح عملهم منذ ذلك الحين، وجدوا أنفسهم الآن يعيشون في مراكز نزوح في أنحاء الضفة الغربية، وفقاً لوزارة العمل الفلسطينية.

وتزور فرق أطباء بلا حدود مراكز النزوح هذه للتبرع بالإمدادات الطبية، بما في ذلك أدوية الأمراض غير المعدية، وتقدم دعم الصحة النفسية. وقد أخبر بعض المرضى موظفي أطباء بلا حدود أنهم تعرضوا للضرب والإذلال وسوء المعاملة أثناء احتجازهم من قبل القوات الإسرائيلية في الأسابيع التي تلت 7 أكتوبر/تشرين الأول.

عالجنا بعض المرضى الذين بدت عليهم علامات التقييد والضرب، وأفادوا أن القوات الإسرائيلية هي من فعلت ذلك. أبلغوا عن تعرضهم للتعذيب لعدة ساعات قبل تركهم على حدود الضفة الغربية.
يانيس أناغنوستو، مدير أنشطة الصحة النفسية في منظمة أطباء بلا حدود في جنين

العنف والنزوح القسري

في محافظة الخليل، في جنوب الضفة الغربية، أثر العنف الذي تشارك فيه القوات الإسرائيلية والمستوطنون، والتهجير القسري والقيود المفروضة على تحركات الناس على كل جانب من جوانب الحياة اليومية للفلسطينيين. أخبر السكان المحليون فرق أطباء بلا حدود، التي عملت في المنطقة منذ عام 2001، كيف يشعرون بعدم الأمان حتى أثناء السير في شوارعهم وكيف يتم تقييد وصولهم إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك أسواق المواد الغذائية والرعاية الصحية.

منذ 7 أكتوبر، لم يكن أمام 111 عائلة فلسطينية على الأقل، تضم حوالي 905 أشخاص، خياراً سوى مغادرة منازلهم في الضفة الغربية بسبب العنف والترهيب من قبل القوات الإسرائيلية والمستوطنين، وفقاً للأمم المتحدة.

في تلال الخليل الجنوبية، من بين عشرات العائلات التي نزحت من منازلها، أُجبرت عائلتان على المغادرة بعد أن أحرق المستوطنون منزليهما، وسرقوا الألواح الشمسية وبراميل المياه، وقطعوا أنابيب الماء. واستجابت فرقنا من خلال توفير الرعاية الصحية النفسية ومستلزمات النزوح للمتضررين.

كما تزود فرق أطباء بلا حدود المتمركزة في الخليل العائلات بمواد الإغاثة الأساسية، بما في ذلك البطانيات والفرش والمدافئ، بالإضافة إلى تقديم دعم الصحة النفسية للأشخاص الذين تعرضوا للعنف أو هُجّروا قسراً من منازلهم.

أخبرتني إحدى النساء، التي احترق منزلها بالكامل، مدى شعورها بعدم الأمان والخوف. قالت لي ’لم أفكر أبداً في مغادرة أرضي أو منزلي بهذه الطريقة، لكن لا يمكنني المخاطرة بأبنائي وعائلتي. لا أرى مستقبلاً؛ وأشعر بالعجز والضعف. وهذه ردود فعل طبيعية تماماً لمثل هذه الظروف غير الطبيعية، حيث يواجه الناس عنفاً شديداً وانعدام الأمن
مريم قبس، مشرفة تعزيز الصحة في أطباء بلا حدود في الخليل

تدعو منظمة أطباء بلا حدود السلطات الإسرائيلية إلى ضبط النفس في الضفة الغربية، ووضع حد للعنف والتهجير القسري للفلسطينيين، والتوقف عن تنفيذ التدابير التقييدية التي تعيق قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الطبية. ومع استمرار القصف والعقاب الجماعي للناس في غزة بلا هوادة، وامتداد غياب القانون وسفك الدماء إلى الضفة الغربية، أصبحت الحاجة إلى وقف إطلاق النار والهدنة الإنسانية أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.

يتابع زهير، مثل العديد من الغزيين النازحين في أنحاء الضفة الغربية، الأحداث في غزة من قاعة رياضية مزدحمة في جنين، حيث ينام هو ومئات العمال النازحين الآخرين.

ويقول: “معاناتنا اليوم، هي أننا بعيدون عن أطفالنا وعائلاتنا. نتحدث مع أبنائنا في غزة ونبكي. أتمنى أن يعيدوني إلى غزة، حيث يوجد أولادي وأحفادي. معاناتنا هي أننا عاجزون، ولا يمكننا فعل أي شيء”.

*الأرقام من وزارة الصحة الفلسطينية

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print

سوريا: مع اقتراب فصل الشتاء، يحرق سكان المخيمات الأحذية طلبًا للدفء

سوريا: مع اقتراب فصل الشتاء، يحرق سكان المخيمات الأحذية طلبًا للدفء

أفادت فرق أطباء بلا حدود التي زارت 23 مخيمًا في مناطق الدانا وأطمة ومعرة مصرين في محافظة إدلب، أن أكثر من 4400 أسرة تفتقر إلى الوسائل الأساسية للاحتماء من البرد. خُصصت خيم عديد من الأشخاص لتكون ملاجئ مؤقتة فقط، وهي لا تتحمل الرياح القوية أو الأمطار الغزيرة

Published on تشرين الثانى 7, 2023
في الشتاء الماضي، اضطررنا إلى استخدام بقايا البلاستيك والأحذية للتدفئة لعدم توفر مواد تدفئة آمنة. الحياة في المخيم صعبة والشتاء هنا قاسٍ
أحمد المحمد، يعيش في مخيم للنازحين في دانا بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا

يعيش قرابة مليوني شخص في مخيمات شمال غرب سوريا بعد نزوحهم من منازلهم بسبب النزاع المستمر منذ 12 عامًا في البلاد. المخيمات مكتظة، وبنيتها التحتية بدائية أو حتى غير موجودة، فالكثير منها يفتقر إلى الطرق والكهرباء والمياه الجارية والمراحيض ووحدات الاستحمام وشبكات تصريف الأمطار. وكثيراً ما تتواجد هذه المخيمات في مناطق نائية ومعرضة للفيضانات، بعيدًا عن المدن والخدمات الأساسية مثل المدارس والأسواق والمراكز الصحية. يتسبب سوء الطرق وانعدام الأمن نتيجة للصراع المستمر بجعل سكان المخيم أكثر عزلة.

ازداد تدهور الظروف المعيشية في المخيمات منذ الزلازل المدمرة التي ضربت المنطقة في فبراير/شباط 2023، في حين أدى التصيعد الأخير في أعمال العنف، والذي بدأ في 5 أكتوبر/تشرين الأول، إلى نزوح 40 ألف شخص آخرين في المنطقة من منازلهم.

والآن مع اقترب فصل الشتاء، تنخفض درجات الحرارة في هذه المنطقة في كثير من الأحيان إلى ما يصل إلى خمس درجات مئوية، وغالبًا ما تكون مصحوبة برياح قوية وأمطار غزيرة، مما يتسبب في حدوث فيضانات وتدمير الخيام الآيلة للتداعي التي يعيش فيها سكان المخيم. وفي الوقت نفسه، أدى النقص في تمويل المساعدات إلى محدودية تقديم المساعدة.

أفادت فرق أطباء بلا حدود التي زارت 23 مخيمًا في مناطق الدانا وأطمة ومعرة مصرين في محافظة إدلب، أن أكثر من 4400 أسرة تفتقر إلى الوسائل الأساسية للاحتماء من البرد. خُصصت خيم عديد من الأشخاص لتكون ملاجئ مؤقتة فقط، وهي لا تتحمل الرياح القوية أو الأمطار الغزيرة.

استعان النازحون بالخيم المؤقتة لحماية أنفسهم، والتي تحولت فيما بعد إلى ملاجئ دائمة، رغم افتقارها إلى مقومات الحياة الأساسية وتعرضها لظروف جوية قاسية في الشتاء. لم تُستبدل معظم الخيم الموجودة في مخيمات شمال غرب سوريا منذ فترة طويلة، وهي بحاجة ماسة إلى العزل الحراري، والعزل الخارجي بالقماش البلاستيكي، بالإضافة إلى المفروشات الأساسية كالفرش والبطانيات
مروان السمعو، المشرف اللوجستي مع أطباء بلا حدود في محافظة إدلب

ويشكل نقص وقود المواقد مشكلة رئيسية أيضًا. يلجأ عديد من الأشخاص إلى إشعال النيران المكشوفة داخل خيامهم سعيًا للتدفئة. ويمثل هذا تهديدًا كبيرًا باندلاع الحرائق سيما أن الخيام غالبًا ما تكون مصنوعة من مواد قابلة للاشتعال وتُنصب بالقرب من بعضها البعض في المخيمات المكتظة. وفي عام 2022، تم الإبلاغ عن أكثر من 180 حريقًا في المخيمات في شمال غرب سوريا.

يفيد عاملون في المجال الطبي مع أطباء بلا حدود إن مثل هذه الظروف المعيشية تعرض هذه الفئة المستضعفة أساسًا من الأشخاص – وخاصة الأطفال وكبار السن – لمخاطر الأمراض المرتبطة بالبرد وأمراض الجهاز التنفسي والعدوى ولسعة الصقيع.

وفي هذا السياق يضيف المحمد، “القماش البلاستيكي الذي يغطي خيمتنا مهترئ بالكامل ولم يُستبدل منذ أربع سنوات. يقع هذا المخيم في منطقة جبلية وعرة معرضة للفيضانات وتدفق المياه. وفي فصل الشتاء، نعاني للوصول إلى البلدات المجاورة بسبب حالة الطرق”.

تدير أطباء بلا حدود سبع عيادات متنقلة تقدم الرعاية الصحية الأساسية في 23 مخيمًا للنازحين في محافظة إدلب. وفي أكتوبر/تشرين الأول، قامت فرق أطباء بلا حدود بتوزيع مستلزمات الشتاء على أكثر من 3800 عائلة في هذه المخيمات. وتحتوي كل مجموعة على مواد عازلة للحرارة، وقماش بلاستيكي، وفرشات، وبطانيات، وعوازل أرضية، وملابس شتوية. ومع ذلك، لا تزال هناك آلاف الأسر في حاجة إلى إمدادات إضافية لتتمكن من اجتياز أشهر الشتاء.

يقول السمعو، “يمكن لتوفير الدعم المتعلق بفصل الشتاء للأشخاص في المخيمات أن يؤثر بشكل كبير على الحد من الأمراض المرتبطة بالشتاء والمساهمة في تحسين الظروف المعيشية للعائلات المحتاجة. ولكن لا يمكننا تغطية سوى جزء صغير من الاحتياجات في المنطقة. فمنذ التصعيد العسكري الأخير، ارتفع عدد النازحين بشكل ملحوظ، مما أدى إلى تفاقم معاناتهم وتصاعد احتياجات الناس، بما في ذلك الحماية والرعاية الطبية”.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print

ألغيت تصاريح الآلاف من سكان غزة العاملين في إسرائيل بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023

ألغيت تصاريح الآلاف من سكان غزة العاملين في إسرائيل بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023

في أعقاب الهجمات التي شنتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ألغيت تصاريح آلاف من سكان غزة العاملين في إسرائيل. ووفقاً لوزارة العمل الفلسطينية، فإن حوالي 6000 منهم نازحون الآن في الضفة الغربية، وبعضهم يعيش في ظروف يرثى لها. تدعمهم فرقنا من خلال التبرعات، بما في ذلك أدوية الأمراض غير المعدية، وتقدم أيضاً دعماً للصحة النفسية.

ويقول حسين*، 62 عاماً، الذي يعيش في غزة لكنه عمل في إسرائيل لمدة 37 عاماً قبل الحرب الحالية في القطاع: “قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، كان كل شيء على ما يرام بالنسبة لي. كنت أذهب للعمل في أشدود. في بعض الأحيان كنت أنام هناك، وأحياناً كنت أعود إلى غزة لزيارة عائلتي والبقاء معهم”.  

ليكسب حسين معيشة عائلته، كان يقوم بطلاء المنازل ويعمل في المزارع في أشدود، وهي مدينة في إسرائيل على بعد حوالي 35 إلى 40 كم شمال غزة. 

ويقول: “كنت أُعامَل بشكل جيد، ولدي الكثير من الأصدقاء الإسرائيليين. في اليوم السابق لهجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، كنت أشرب القهوة مع أفضل صديق لي في المكان الذي عشت فيه. هو إسرائيلي، والتقيت به أثناء شراء الخضروات في السوق. كنت أجلب له ولعائلته بعض الفواكه والخضروات من غزة. وسرعان ما امتدت الصداقة لعائلتينا أيضاً”.  

لكن في 7 أكتوبر/تشرين الأول تغير كل شيء بالنسبة لحسين. “كنت نائماً عندما دخل صديقي ورجل آخر إلى غرفتي وبدأوا بضربي بالعصي. وبدأوا يصرخون: (شعبك يقتلنا هنا وأنت تنام في منازلنا)! ثم أطلقوا كلابهم عليّ. فعضوا ومزقوا معدتي وجذعي”.  

بعد 10 دقائق، تمكن حسين من الهرب، لكن الأمر استغرق منه 30 دقيقة للوصول إلى مكان آمن.  

“اتصلت بصديق إسرائيلي لي، فجاء لاصطحابي. أخذني إلى منزل صديق آخر، واختبأت هناك لمدة 10 أيام دون رؤية الشمس. في 18 أكتوبر، استقليت سيارة أجرة وجئت إلى هنا إلى الضفة الغربية”.  

وصل حسين إلى رام الله، المدينة الرئيسية في الضفة الغربية، وقرر التوجه شمالاً إلى جنين، حيث تستضيف العديد من المراكز التي تديرها السلطات الفلسطينية مئات النازحين من سكان غزة.

تسافر فرق أطباء بلا حدود إلى هذه المراكز لتقديم التبرعات الطبية، بما في ذلك الأدوية للأمراض غير المعدية، وتقديم دعم الصحة النفسية. وقد أبلغ بعض المرضى فرقنا أنهم تعرضوا للضرب والإذلال وسوء المعاملة أثناء احتجازهم من قبل القوات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر. 

ويقول حسين: “الناس هنا لطفاء حقاً. لم أكن أتوقع ذلك. لكن عائلتي في مدينة غزة. زوجتي وأطفالي يعيشون هناك. في بعض الأحيان أتمكن من الاتصال بهم عبر الهاتف. يخبرونني كيف هو الوضع هناك. وهو وضع فظيع.

 

أريد أن أحيا بسلام. لا نريد إزعاج أحد ونتمنى ألا يزعجنا أحد. أن نعيش بسلام مع عائلاتنا وأولادنا وأحفادنا. فلسطين هي بلدي، أينما كنت، فهي بلدي. وأتوق لرؤية عائلتي في غزة”. 

يعتقد حسين اليوم أنه لن يتمكن أبداً من العودة إلى أشدود، المدينة التي كان يعمل فيها. 

ويقول: “لا يمكن أن يعود الوضع كما كان”.  

 * تم تغيير الاسم من أجل السرية. 

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print

موظفو أطباء بلا حدود الدوليون، وفرق إغاثية أخرى، يغادرون غزة مع جرحي فلسطينين إلى رفح

موظفو أطباء بلا حدود الدوليون، وفرق إغاثية أخرى، يغادرون غزة مع جرحي فلسطينين إلى رفح

بيانتمكن جميع موظفي أطباء بلا حدود الدوليون – والذين عجزوا عن مغادرة غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول – من اجتياز الحدود المصرية عبر معبر رفح. فُتحت نافذة للتفاوض من أجل السماح بمرور حاملي جوازات السفر الأجنبية وعمال الإغاثة الدوليين.

ضمت المجموعة 22 من موظفي أطباء بلا حدود. وعلى الرغم من انتشار بعض الأسماء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نطالب باحترام خصوصيتهم وسلامتهم.

سمح كذلك بمغادرة عدد من المرضى الذين يعانون من إصابات بليغة كي يتلقوا الرعاية الحرجة. لكن لا يزال هنالك أكثر من 20 ألف جريح في غزة ووصولهم للرعاية الصحية محدود بفعل الحصار.

اخترنا فريقًا جديدًا من الموظفين الدوليين، ومنهم فريق طبي متخصص، وهم جاهزون لدخول غزة فور سماح الوضع، كي يدعموا جهود الاستجابة الإنسانية والطبية.

وفي هذه الأثناء، لا يزال كثير من زملائنا الفلسطينيين يعملون ويقدمون الرعاية المنقذة للحياة في المستشفيات ومختلف أنحاء قطاع غزة، في ظل غياب الحماية الأمنية الأساسية للمستشفيات والطواقم الطبية.

لا يزال قرابة مليونَي فلسطيني عالقين في غزة تحت القصف، ومنهم 300 من كوادر أطباء بلا حدود الفلسطينيين وعوائلهم. يجب السماح لمن يرغبون بمغادرة غزة القيام بذلك من دون أي تأخير، ويجب أن يصان حقهم بالعودة.

إضافة إلى ذلك، يجب أن نتمكن من إدخال الإمدادات الطبية والكوادر إلى غزة بشكل فوري لكي نتمكن من الاستجابة إلى الاحتياجات العاجلة على الأرض.

نكرر دعوتنا إلى وقف فوري لإطلاق النار. يجب السماح بدخول الإمدادات والكوادر الإنسانية ذات الضرورة الحرجة إلى غزة حيث المستشفيات مستنزفة ونظام الرعاية الصحية يواجه الانهيار التام.

انتهى

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print

أطباء بلا حدود: لا بد من وقف فوري لإطلاق النار في غزة لإيقاف سفك الدماء

أطباء بلا حدود: لا بد من وقف فوري لإطلاق النار في غزة لإيقاف سفك الدماء

تدعو أطباء بلا حدود إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة لمنع وقوع المزيد من الضحايا وإتاحة دخول الإمدادات الإنسانية الملحّة إلى القطاع. فمنذ يوم الجمعة في 27 أكتوبر/تشرين الأول، اشتد القصف الإسرائيلي على غزة على نحو غير مسبوق حتى بات شمال غزّة يُسوّى بالأرض، فيما تتعرض جميع أنحاء القطاع للقصف من دون ترك أي ملاذ آمن للمدنيين.

اتسمت المواقف التي اتخذها قادة العالم بالضعف والبطء الشديدين، ولم يفضِ قرار منظمة الأمم المتحدة غير الملزِم للتوصل إلى هدنة إنسانية إلى أي نتائج تُذكر في كبح العنف العشوائي الذي يُشَن على سكان لا حول لهم. وفي هذا الصدد، على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات أشد صرامة لحث إسرائيل على وقف سفك الدماء. فالسكان يُقتَلون وينزحون من منازلهم قسرًا والمياه والوقود مستمران في النفاذ. وقد بلغت الفظائع في غزة حدًا لم نشهده من قبل.

المستشفيات مكتظة بالمرضى. تُجرى عمليات البتر والجراحات من دون استعمال التخدير المناسب. وباتت المشارح غارقة بالجثث
محمد عبيد - جراج يعمل مع أطباء بلا حدود في غزة

علاوة على ذلك، حدّ انقطاع الاتصالات التام في السابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول من قدرة الطواقم على التنسيق وتقديم المساعدة الطبية والإنسانية. وبات العالقون تحت الأنقاض والنساء الحوامل اللواتي يوشكن على الولادة وكبار السن عاجزين عن طلب المساعدة التي تشتد حاجتهم إليها. وفي ظل هذا الانقطاع، فقدت أطباء بلا حدود الاتصال بمعظم موظفيها الفلسطينيين.

في غزة، يتجاوز عدد الجرحى الذين يحتاجون إلى المساعدة الطبية العاجلة ما يستطيع النظام الصحي تحمّله، إذ يضم نحو 3,500 سرير. فلم يسبق أن وقع هذا الكم من الضحايا في فترة قصيرة كهذه، حتى خلال الهجمات الإسرائيلية واسعة النطاق التي شُنّت من قبل.

المستشفيات مكتظة بالمرضى، بما في ذلك مستشفى الشفاء في غزة حيث يواصل زملاؤنا الفلسطينيون عملهم. لذلك، تعدّ الأوامر الإسرائيلية العسكرية بإخلاء المستشفى مهمةً مستحيلة ومحفوفة بالمخاطر. فالمستشفى يعمل حاليًا بكامل قدرته ليوفر العلاج الطبي للمرضى ويأوي عشرات آلاف الأشخاص الذين اتخذوا منه ملاذًا آمنًا. وفي هذا السياق، ينص القانون الإنساني الدولي على وجوب حماية المرضى والعاملين والمرافق الصحية في جميع الأوقات.

يعيش أشخاص لا حول لهم تحت وطأة قصف مروع. ولا يتوفر أي مكان لتهرب إليه العائلات أو تختبئ فيه بعدما فُتحت أبواب الجحيم عليهم. يجب وقف إطلاق النار بشكل فوري. ولا بد من إعادة تأمين المياه والطعام والوقود والإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية في غزة بشكل عاجل
الرئيس الدولي لأطباء بلا حدود، الدكتور كريستوس كريستو

يواجه أكثر من مليوني رجل وامرأة وطفل حصارًا غير إنساني في غزة، ما يشكّل عقوبة جماعية محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي.

هذا وتواصل السلطات الإسرائيلية منع دخول الوقود إلى غزة، مع أنه ضروري لإمداد المستشفيات بالطاقة وتشغيل محطات تحلية المياه التي تنتج مياه الشرب النظيفة. وحتى مساء يوم الجمعة، لقي أكثر من 7,300 شخص حتفهم بحسب بيانات السلطات الصحية المحلية وأصيب نحو 19 ألف شخص بجروح. وقد تكون هذه الحصيلة قد تفاقمت بعد ليلة من قصف شديد لم تشهده غزة منذ بداية الحرب. هذا ومن شأن الحصار أن يزيد من الوفيات الناجمة عن القصف مع اضطرار المسعفين إلى تحديد من سيخضع للعلاج ومن لن يتمكن من ذلك، فيما يعيش السكان من دون طعام أو ماء أو دواء.

قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تراوح عدد شاحنات الإمداد التي تعبر إلى غزة بين 300 و500 شاحنة كل يوم، وكان معظم السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية. اليوم، وعلى الرغم من أن معبر رفح الحدودي مفتوح، لم تستطع إلا 84 شاحنة فقط دخول القطاع منذ 20 أكتوبر/تشرين الأول، وهي استجابة لا تكفي بتاتًا لتلبية الاحتياجات المستمرة والمتزايدة في غزة.

يجب أن يتمكن السكان الذين يبحثون عن ملاذ آمن خارج الحدود من الوصول إليه من دون المساس بحقهم في العودة إلى غزة. يتواجد موظفونا الدوليون الذين عملوا في غزة قبل الحرب في الجنوب حاليًا ولم يعودوا قادرين على تنسيق الأنشطة الإنسانية. ويجب أن يُسمَح لهم بالعبور إلى مصر.

ومن مجمل 300 موظف فلسطيني يعمل مع أطباء بلا حدود، انتقل البعض إلى جنوب غزة للعثور على ملاذ آمن لعائلاتهم فيما يواصل زملاء كثر توفير الرعاية المنقذة للحياة في المستشفيات وفي جميع أنحاء غزة، مع أن سبل الحماية الأساسية للمستشفيات والكوادر الطبية تبقى غير مضمونة.

ويضيف الدكتور كريستو، “نحن جاهزون لتعزيز مساعدتنا في غزة. لدينا فريق في حالة تأهّب لإرسال الإمدادات الطبية والدخول إلى غزة لدعم الاستجابة الطبية الطارئة عندما يسمح الوضع بذلك. ولكن إن استمر القصف بكثافته الحالية، ستبوء أي مساعي لتعزيز توفير المساعدات الطبية بالفشل لا محالة”.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print